مجلة المبين العدد الأول

الإصدارات

مجلة المبين العدد الأول

389 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 29-04-2025

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والصلاة والسلام على خير النعم وأتمها محمد وآله الأخيار الأطهار.

أما بعد:
فإن لكل أمة من الأمم حضارتها التي تفتخر بها على غيرها من الأمم، ولكل حضارة رجالها الذين بنوها بالفكر والعمل والجد والاجتهاد، ولكل حضارة شواهدها الشامخة وعلائمها القائمة وهي تحاكي الأجيال على كرور الأيام أن هاهنا كانت أمة. ولكن ليس كل من رأى حضارة أمة تفكر في حالها واعتبر بأخبارها وأُفول نجمها فلم يبق منها سوى مواضع الأطلال تصهرها أشعة شمس النهار وتغزوها الأمطار وتندب حالها الأطيار التي اتخذتها أوكاراً لأعشاشها ومؤى لفراخها وكأن قدرها قد حتّم عليها أن لا يلحظها سوى فراخ هزيلة وزواحف دخيلة تجوب شقوق جدران هياكل الحضارة وهي تأز بأصواتها لتدعو الإنسان أن هاهنا كانت أمة. ولكننا هنا في حضارة ليست كبقية الحضارات فشموخها قائمة في الأذهان وعلائمها حاضرة في القلوب وهياكلها تشدّ الأرواح لتهفو إليها أسيرة لأمرها ومنقادة لنهيها تغفو على المعنى هنا وترتشف الدلالة هناك وتنتشي العبرة هنالك، فضلاً عن حيرتها في نسق التعبير وجمالية المغزى وقوام الجملة، إننا في حضارة الكلمة، كلمة أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (عليه الصلاة والسلام) تلك الحضارة التي عجزت عن محوها الأنداد من الأعراب والأعاجم فتكسرت على جدران حقائقها المعاول، وتقهقرت بساحات معارفها الفطاحل، ويأست عن بلوغ مغزاها الأعاظم. لأنها حضارة الكلمة.. كلمة أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) الذي لم يزل صدى دعوته مردداً ((أن هاهنا علماً جماً لو أصبت له من حملة)).
من هنا: اتخذت مؤسسة علوم نهج البلاغة منهجها في النهوض بهذا التراث المعرفي الذي اكتنزه كتاب نهج البلاغة فقامت بتأسيس مجلة علمية فصلية مُحَكَمَة مُعْتَمَدة الأغراض الترقية العلمية في المجال الأكاديمي، تهدف إلى استنهاض الأقلام العلمية والفكرية للإرتشاف من معين علوم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكتاب نهج البلاغة الذي يعد بوابة يلج منها أهل الفكر والبحث إلى حضارة الكلمة، كلمة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقرآنه الناطق علي بن أبي طالب عليه السلام

لذا:
تدعو أسرة (مجلة المبين) المفكرين والباحثين في الجامعات والحوزات العلمية إلى تدعواً الكتابة فيها والإسهام في رفدها بالأبحاث العلمية والدراسات المعمقة؛ ليدلوا بدلوكم في رياض حضارة الكلمة الفياضة لتنتشي الأرواح وتقر العيون وتأنس النفوس وهي تجوب بين أروقة علومها العديدة وحقول معارفها الجمة.
ولا سيما أن (المبين) تعدّ أول مجلة علمية محكمة في العالم الاسلامي مختصة بعلوم كتاب نهج البلاغة وسيرة الإمام علي عليه السلام وفكره.
سائلين الله تعالى التوفيق والتسديد لإدامة هذا الصرح المعرفي، ونسأله بلطفه وسابق رحمته وخير نعمه وأتمها محمد وآله أن يديم علينا فضله وفضل رسوله الكريم وهو القائل وقوله حق ووعده صدق {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا أَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ} (الاسراء: ٥٩).
اللهم إنا إليك راغبون ولفضلك وفضل رسولك سائلون، والحمد لله رب العالمين...

رئيس التحرير

عدد مرات التحميل : 95
المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3021 Seconds