فإن بعثة الأنبياء وتواترهم الى الناس هي من عناية الله سبحانه وتعالى بخلقه، فكلما ارتحل نبيي لجوار رحمة الله بعث الله لهم نبياً آخر ليتمم بهم الحجة على العباد، ومن أهم العلل الأخرى في بعثهم هو تذكير العباد بمنن الله عليهم بأن خلقهم وكرمهم على سائر المخلوقات، قال تعالى:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا([1]).
وسخر لهم ما في السماوات وما في الارض وأسبغ عليهم نعماً ظاهرة وباطنة وبيَّن لهم الأحكام الشرعية وأنزل لهم كتباً سماوية فيها تبيان كل شيء ومنافع الدنيا والآخرة، فتواتر الأنبياء والرسل من قِبَلِه تعالى على العباد وعلّة بعثهم فيها بيان قدرة الله وعظمته، وإن القوانين الاجتماعية وسنن الحياة التي سنتها الانبياء والرسل كلها هي من عنده تعالى، وهي أحكام تهتدي لها فطرة الانسان.
الهوامش:
([1]) الاسراء: 70.