اصطفاء الأنبياء على الخلق

الإصدارات

اصطفاء الأنبياء على الخلق

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 27-03-2017

فإن الله اختار من بين خلقه أنبياء ليكونوا أمناءه على وحيه وكان هذا الاختيار في تلك العوالم الأخرى التي سبقت عالم الدنيا، فأخذ عليهم العهد والميثاق بأن يشهدوا أن لا إله إلاّ هو سبحانه، وأن يصدق بعضهم البعض وأن لا يقولوا على الله إلا الحق وما أمرهم الله به.

 ثم أخذ الله العهد والميثاق على جميع الخلق فشهدوا بأنه ربهم وخالقهم،  وحينما خلقهم وأهبطهم إلى الارض بدّل كثير منهم تلك العهود والمواثيق التي أُخذت منهم، فخالفوا أوامر الله، فبعث الله رسله الذين اختارهم واجتباهم، لأن الهدف من بعثة الأنبياء هو تذكرة الناس بتلك العهود والمواثيق المأخوذة عليهم في تلك العوالم، ونعني بالميثاق ميثاق الفطرة وهو توحيد الله عز وجل، فحينما أشهدهم الله ألستُ بربكم؟ قالوا بلى، فلما نقلهم الله إلى عالم الدنيا عبدوا الاصنام وأطاعوا الشيطان وانحرفوا عن الفطرة التي فطرهم الله عليها، فأرسل الله لهم رسله لهدايتهم وتذكيرهم، لأن أغلب الناس صاروا مشركين، قال تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ  * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ﴾([1]).

الهوامش:

([1]) يس: 60 – 62.

 

عدد مرات التحميل : 1811
المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2728 Seconds