خلاف عائشة مع علي عليه السلام وأطوار أحوالها وأقوالها فيه عليه السلام وفي عثمان

مقالات وبحوث

خلاف عائشة مع علي عليه السلام وأطوار أحوالها وأقوالها فيه عليه السلام وفي عثمان

6K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 07-04-2016

خلاف عائشة من علي عليه السلام وأطوار أحوالها وأقوالها فيه عليه السلام وفي عثمان 

(منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة, ج16, ص356- 357)

أن عائشة كانت أوّل من طعن على عثمان وأطمع النّاس فيه وكانت تقول : اقتلوا نعثلا وصرّحت بأنه طاغية وأمرت بقتل عثمان ونادته بقولها يا غدر يا فجر وأرائته قميص رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ونعليه وقالت له انها لم يتغير وأنت غيرت سنته ، ونهت ابن عباس عن أن يرد النّاس عن قتل الطاغية تعنى بالطاغية عثمان وغيرها ممّا نقلناها من الفريقين . هذا هو طور .

ثمّ لما قتل عثمان بن عفان خرج البغاة إلى الآفاق فلمّا وصل بعضهم إلى مكَّة سمعت بذلك عائشة فاستبشرت بقتله وقالت قتلته عماله إنّه أحرق كتاب اللَّه وأمات سنة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فقتله اللَّه ، فقالت للناعي : ومن بايع النّاس فقال لها الناعي : لم أبرح من المدينة حتّى أخذ طلحة بن عبد اللَّه نعاجا لعثمان وعمل مفاتيح لأبواب بيت المال ولا شك أنّ النّاس قد بايعوه فقالت اى هذا لأصيبع وجدوك لها محسنا وبها كافيا ، ثمّ قالت شدّوا رحلي فقد قضيت عمرتي لأتوجّه إلى منزلي فلما شدوا رحالها واستوت على مركبها سارت حتّى بلغت شرقاء ( موضع معروف بهذا الاسم ) لقيها إبراهيم بن عبيد بن امّ كلاب فقالت : ما الخبر فقال : قتل عثمان ، قالت : قتل نعثل ، فقالت : أخبرني عن قصّته وكيف كان أمره فقال لها : لمّا أحاط النّاس بالدار رأيت طلحة بن عبد اللَّه قد غلب على الأمر واتخذ مفاتيح على بيوت الأموال والخزائن وتهيأ ليبايع له فلمّا قتل عثمان مال النّاس إلى عليّ بن أبي طالب ولم يعدلوا به طلحة ولا غيره وخرجوا في طلب علىّ يقدمهم الأشتر

ومحمّد بن أبي بكر وعمّار بن ياسر حتّى أتوا عليّا وهو في بيت سكن فيه فقالوا له بايعنا على الطاعة لك فتفكر ساعة فقال الأشتر : يا عليّ إنّ النّاس لا يعدلون بك غيرك فبايع قبل أن يختلف النّاس ، قال وكان في الجماعة طلحة والزبير فظننت أن سيكون بين طلحة والزبير وعلىّ كلام قبل ذلك ، فقال الأشتر لطلحة : قم يا طلحة فبايع ثمّ قم يا زبير فبايع فما تنتظران فقاما فبايعا وأنا أرى أيديهما على يد عليّ يصفقانهما ببيعته ثمّ صعد عليّ بن أبي طالب المنبر فتكلَّم بكلام لا أحفظ إلَّا أنّ النّاس بايعوه يومئذ على المنبر وبايعوه من الغد فلمّا كان اليوم الثالث خرجت ولا أعلم ما جرى بعدي .

فقالت : يا أخا بني بكر أنت رأيت طلحة بايع عليّا فقلت : أي واللَّه رأيته بايعه وما قلت إلَّا رأيت طلحة والزبير أوّل من بايعه فقالت : إنّا للَّه اكره واللَّه الرّجل وغصب عليّ بن أبي طالب أمرهم وقتل خليفة اللَّه مظلوما ، ردّوا بغالي فرجعت إلى مكَّة ، قال : وسرت معها فجعلت تسألني في المسير وجعلت أخبرها ما كان فقالت لي هذا بعهدي وما كنت أظن أنّ النّاس يعدلون عن طلحة مع بلائه يوم أحد ، قلت فإن كان بالبلاء فصاحبه الذي بويع ذو بلاء وعناء ، فقالت يا أخا بنى بكر لا نسألك هذا غير حتّى إذا دخلت مكَّة فسألك الناس ما ردّ امّ المؤمنين فقل : القيام بدم عثمان والطلب به .

وجاءها يعلى بن منبه فقال لها : قد قتل خليفتك الذي تحرضين على قتله فقالت : برأت إلى اللَّه ممّن قتله ، قال : الان ، ثمّ قال لها : أظهري البراءة ثانيا من قاتله .

فخرجت عائشة إلى المسجد فابتدأت بالحجر فتسترت فيه ونادى مناديها باجتماع النّاس إليها فلمّا اجتمعوا تكلمت من وراء الستر وجعلت تتبرأ ممّن قتل عثمان وتدعو إلى نصرة عثمان وتنعاه إلى النّاس وتبكيه وتشهد أنّه قتل مظلوما وجاءها عبد اللَّه بن الحضرمي عامل عثمان على مكَّة فقال : قرّت عينك قتل عثمان وبلغت ما أردت من أمره ، فقالت : سبحان اللَّه أنا طلبت قتله إنّما كنت عاتبة عليه من شيء أرضاني فيه قتل واللَّه من خير من عثمان بن عفان وأرضى عند اللَّه وعند المسلمين واللَّه ما زال قاتله ( تعنى أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام ) مؤخرا منذ بعث محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وبعد أن توفى عدل عنه النّاس على خيرة من أصحاب النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله ولا يرونه أهلا للأمر ولكنه رجل يحب الإمرة واللَّه لا تجتمع عليه ولا على أحد من ولده إلى قيام الساعة . ثمّ قالت : معاشر المسلمين انّ عثمان قتل مظلوما ولقد قتل عثمان من إصبع عثمان خير منه وجعلت تحرّض النّاس على خلاف أمير المؤمنين وتحثّهم على نقض عهده.

 

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2754 Seconds