1 - عن المفضل بن عمر ، قال : ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصراط ، فقال : هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل ، وهما صراطان : صراط في الدنيا وصراط في الآخرة ، فأما الصراط الذي في الدنيا فهو الأمام المفروض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم ( 1 ) .
2 - عن أبي مالك الأسدي ، قال : ( قلت لأبي جعفر عليه السلام أسأله عن قول الله تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ( 2 ) ، قال : فبسط أبو جعفر عليه السلام يده اليسار ثم دور فيها يده اليمنى ، ثم قال : نحن صراطه المستقيم - الحديث ( 3 ) .
أقول : قال بعض المحققين في هامش ( بحار الأنوار ) : ( هذا إشارة إلى أن تعدد الأئمة عليهم السلام لا ينافي كونهم سبيلا واحدا . . . ) .
3 - عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( إن الله تبارك و تعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون - الحديث (1).
4 - عن الإمام العسكري عليه السلام : ( الصراط المستقيم صراطان : صراط في الدنيا و صراط في الآخرة ، فأما الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر من الغلو وارتفع عن التقصير ، واستقام فلم يعدل إلى شئ من الباطل ، وأما الصراط في الآخرة فهو طريق المؤمنين إلى الجنة الذي هو مستقيم ، لا يعدلون عن الجنة إلى النار ولا إلى غير النار سوى الجنة ( 2 ) .
5 - عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ( سألته عن قول الله عز و جل : قال هذا صراط علي مستقيم ( 3 ) ، قال : والله علي عليه السلام ، وهو والله الميزان و الصراط المستقيم ( 4 ) .
قال الطبري في تفسيره : ( قرأ القراء السبعة ( صراط ) منونا مرفوعا ، و ( علي بفتح اللام ، وقرأ يعقوب وأبو رجاء وابن سيرين وقتادة ومجاهد وابن ميمون ( علي ) بكسر اللام وصفا للصراط ( 5 ) .
وقال العلامة المجلسي رحمه الله : ( الظاهر أنه ( على ) بالجر بإضافة الصراط إليه ، و يؤيده ما رواه قتادة عن الحسن البصري ، قال : كان يقرأ هذا الحرف : ( هذا صراط علي مستقيم ( 6 ) .
6 - عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ( الصراط الذي قال إبليس : لأقعدن لهم صراطك المستقيم ( 1 ) فهو علي ( 2 ) .
7 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( فوعزة ربي وجلاله إنه لباب الله الذي لا يؤتي إلا منه ، وإنه الصراط المستقيم ، وإنه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة ( 3 ) .
8 - قال الفيض القاساني رحمه الله : ( عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : لكل كتاب صفوة و صفوة هذا الكتاب حروف التهجي ) .
أقول : ومن الأسرار الغريبة في هذه المقطعات أنها تصير بعد التركيب و حذف المكررات : ( على صراط حق نمسكه ) أو ( صراط علي حق نمسكه ( 4 ) .
9 - عن أبي عبد الله عليه السلام : ( ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي ، وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه ، سبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه ، فأشهد يا إلهي أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك وقلت : وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ( 5 ) لا أشركه إماما ، ولا أتخذ من دونه وليجة ( 6 ) .
10 - عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ( الناس يمرون على الصراط طبقات ، والصراط أدق من الشعر ومن حد السيف ، فمنهم من يمر مثل البرق ، و منهم من يمر مثل عدو الفرس ، ومنهم من يمر حبوا ، ومنهم من يمر مشيا ، و منهم من يمر متعلقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا ( 1 ) .
11 - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين و الآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه : يا معشر الخلائق ! غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد ، سيدة نساء العالمين على الصراط ، فتغض الخلائق كلهم أبصارهم ، فتجوز فاطمة على الصراط ، لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرين من أولادهم فإنهم أولادها . فإذا دخلت الجنة بقي مرطها ( 2 ) ممدودا على الصراط ، طرف منه بيدها وهي في الجنة ، وطرف في عرصات القيامة ، فينادي منادي ربنا : يا أيها المحبون لفاطمة ! تعلقوا بأهداب ( 3 ) مرط فاطمة سيدة نساء العالمين ، فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام ، قالوا : كم فئام واحد ؟ قال : ألف ألف ، ينجون بها من النار ( 4 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) - المجلسي : بحار الأنوار ، ج 8 : ص 66 ، و ج 24 : ص 11 .
( 2 ) - الانعام ، 6 : 153 .
( 3 ) - المجلسي : بحار الأنوار ، ج 24 : ص 15 .
( 1 ) - الكليني : الكافي ، ج 1 : ص 184 / باب معرفة الامام .
( 2 ) - المجلسي : بحار الأنوار ، ج 8 : ص 70 .
( 3 ) - الحجر ، 15 : 41 .
( 4 ) - البحراني : البرهان ، ج 2 : ص 344 .
( 5 ) - الطبري : جامع البيان ، ج 14 : ص 24 .
( 6 ) - المجلسي : بحار الأنوار ، ج 24 : ص 23 .
( 1 ) - الأعراف ، 7 : 16 .
( 2 ) - الحسكاني : شواهد التنزيل ، ج 1 : ص 61 و 59 .
( 3 ) - الحسكاني : شواهد التنزيل ، ج 1 : ص 61 و 59 .
( 4 ) - الفيض : تفسير الصافي ، ج 1 : ص 78 ، ط الحروفي .
( 5 ) - الزخرف ، 43 : 4 .
( 6 ) - الحويزي : تفسير نور الثقلين ، ج 4 : ص 592 .
( 1 ) - المجلسي : بحار الأنوار ، ج 8 : ص 64 .
( 2 ) - المرط - بالكسر - : كساء من صوف أو غيره تلقيه المرأة على رأسها .
( 3 ) - الأهداب جمع هدبة - بالضم - : طرة الثوب .
( 4 ) - المجلسي : بحار الأنوار ، ج 8 : ص 68 .
((الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), أحمد الرحماني الهمداني, ص462- 465))