ما قال معاوية بن أبي سفيان بحق علي بن أبي طالب (عليه السلام)
(الإمامة والسياسة)، ((ذكروا أنَّ عبد الله بن أبي محجن الثقفي قدم على معاوية، فقال: يا أمير المؤمنين، إنِّي أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب، فقال معاوية: لله أنت ! أتدري ما قلت ؟ أمَّا قولك الغبي، فو الله لو أنَّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علي، وأمَّا قولك إنَّه جبان، فثكلتك أمك، هل رأيت أحداً قط بارزه إلَّا قتله ؟ وأمَّا قولك إنَّه بخيل، فو الله لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن، لأنفد تبره قبل تبنه، فقال الثقفي: فعلام تقاتله إذاً ؟ قال: على دم عثمان، وعلى هذا الخاتم، الذي من جعله في يده جادت طينته، وأطعم عياله، وادخر لأهله، فضحك الثقفي ثم لحق بعلي، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي يدي بجرمي، لا دنيا أصبت ولا آخرة، فضحك علي، ثم قال: أنت منها على رأس أمرك، وإنما يأخذ الله العباد بأحد الأمرين))(1).
(1)، (الإمامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري (تحقيق الزيني)، ج1، ص101).
(سير أعلام النبلاء)، جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية، وقالوا: ((أنت تنازع علياً أم أنت مثله ؟ فقال: لا والله، إني لأعلم أنَّه أفضل منِّي وأحقُّ بالأمر منِّي، ولكن ألستم تعلمون أنَّ عثمان قُتِل مظلوماً، وأنا ابن عمِّه، والطالب بدمه، فأتوه، فقولوا له، فليدفع إليَّ قتلة عثمان، وأسلم له، فأتوا علياً، فكلموه، فلم يدفعهم إليه))(2).
(2)، (سير أعلام النبلاء، الذهبي، ج3، ص140).
(ذخائر العقبي)، عن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: ((سل عنها علياً فهو أعلم فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحبُّ إليَّ من جواب علي، قال: بئس ما قلت لقد كرهت رجلاً كان رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) يغزه بالعلم غزَّا ولقد قال له (أنت منِّي بمنزلة هارون من موسى إلَّا أنَّه لا نبيَّ بعدى))(3).
(3)، (ذخائر العقبي، أحمد بن عبد الله الطبري، ص79).
(عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار)، عن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال : ((سل عنها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فهو أعلم بها فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحبُّ إليَّ من جواب على، فقال: بئسما قلت ولؤم ما جئت به، ولقد كرهت رجلاً كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره العلم غرَّا، ولقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت منَّي بمنزلة هارون من موسى غير أنَّه لا نبيَّ بعدى، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء يأخذ منه ولقد شهدتُ عمر وقد أشكل عليه شيء فقال: عمر: هاهنا علي؟ قم، لا أقام الله رجليك))(4).
(4)، (عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الأبرار، ابن البطريق، ص258).
(مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب)، عن ابن أبجر العجلي قال: ((كنت عند معاوية فاختصم إليه رجلان في ثوب فقال أحدهما ثوبي وأقام البينة وقال الآخر ثوبي اشتريته من السوق من رجل لا أعرفه، فقال معاوية: لو كان لها علي بن أبي طالب ، فقال ابن أبجر فقلت له: قد شهدت علياً قضى في مثل هذا وذلك أنَّه قضى بالثوب للذي أقام البينة وقال للآخر اطلب البايع، فقضى معاوية بذلك بين الرجلين))(5).
(5)، (مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب، ج2، ص197).
(موسوعة الإمام علي بن أبي طالب)، لمَّا كان حرب صفّين كتب أمير المؤمنين (رضوان الله عليه) إلى معاوية بن أبي سفيان: ((ما لك يُقتل الناس بيننا ؟ ابرز لي؛ فإن قتلتني استرحت منّي، وإن قتلتك استرحت منك، فقال له عمرو بن العاص: أنصفك الرجل فابرز إليه، قال: كلاّ يا عمرو ! أردت أن أبرز له فيقتلني وتثب على الخلافة بعدي ! قد علمت قريش أنّ ابن أبي طالب سيّدها وأسدها))(6).
(6)، (موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ، محمد الريشهري، ج8، ص380، ح3915).
(شرح نهج البلاغة)، من كلام معاوية لعقيل بن أبي طالب (عليه السلام): (...ذكرت من لا يُنكر فضله رحم الله أبا حسن فلقد سبق من كان قبله وأعجز من يأتي بعده هلم حديث الحديدة، قال نعم أقويت وأصابتني مخمصة شديدة فسألته فلم تند صفاته فجمعت صبياني وجئته بهم والبؤس والضر ظاهران عليهم فقال أئتني عشية لأدفع إليك شيئا فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي ثمَّ قال ألا فدونك فأوهيت حريصاً - قد غلبني الجشع أظنها صرَّة - فوضعت يدي على حديدة تلتهب ناراً فلمَّا قبضتها نبذتها وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره فقال لي ثكلتك أمك هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا فكيف بك وبي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم ثم قرأ (( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ))، ثمَّ قال: ليس لك عندي فوق حقك الذي فرضه الله لك الّا ما ترى فانصرف إلى أهلك، فجعل معاوية يتعجَّب ويقول: هيهات هيهات عقمت النساء أن يلدن مثله))(7).
(7)، (شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج11، ص253).
(الاستيعاب)، قال معاوية لضرار الصّدائى: ((يا ضرار، صف لي علياً، قال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتصفنَّه، قال: أَّما إذ لا بدَّ من وصفه فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله، مع تقريبه إيَّانا وقربه منَّا، لا نكاد نكلمه هيباً له، يعظَّم أهل الدّين، ويقرّب المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييئس الضعيف من عدله، وأشهد [ أنَّه ] لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضاً على لحيته ، يتململ تململ السليم، ويبكى بكاء الحزين ، ويقول: يا دنيا غرِّي غيري، إليَّ تعرّضت أم إليَّ تشوّفت ! هيهات هيهات ! قد باينتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آه من قلَّة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق، فبكى، معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها وهو في حجرها، وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن ذلك، فلمَّا بلغه قتله قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب، فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام، فقال له: دعني عنك))(8).
(8)، (الاستيعاب، ابن عبد البر، ج3، ص1107).
(تاريخ مدينة دمشق)، عن جابر قال: ((كنَّا ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان وقد جلس على سريره واعتجر، بتاجه واشتمل بساجه، وأومئ بعينيه يميناً وشمالاً وقد تفرَّشت جماهير قريش وسادات العرب أسفل السرير من قحطان ومعه رجلان على سريره عقيل بن أبي طالب والحسن بن علي وامرأة من وراء الحجاب تشير بكمَّيها يميناً وشمالاً فقالت: يا أمير المؤمنين فأنت الليلة أرقة قال لها معاوية: أمن ألمٍ؟ قالت: لا ولكن من اختلاف رأي الناس فيك وفي علي بن أبي طالب وأبيك أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية وكان أمية من قريش لبابها فقالت في معاوية فأكثرت وهو مقبل على عقيل والحسن فقال معاوية: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: من صلَّى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعد الظهر حُرِّم على النار أن تأكله أبداً، ثمَّ قال لها: أفي علي تقولين المطعم في الكربات المفرج للكربات مع ما سبق لعلي من العناصير السرية والشيم الرضية والشرف، فكان كالأسد الحاذر، والربيع النائر، والفرات الذاخر والقمر الزاهر، فأمَّا الأسد فأشبه علي منه صرامته ومضاءه، وأمَّا الربيع فأشبه علي منه حسنه وبهاءه وأمَّا الفرات فأشبه علي منه طيبه وسخاءه فما تغطمطت عليه قماقم العرب الشادة من أول العرب عبد مناف وهاشم وعباس القماقم والعباس صنو رسول الله (صلى الله عليه [وآله] سلم) وأبوه وعمّه أكرم به أباً وعماً ولنعم ترجمان القرآن ولده يعني عبد الله بن عباس كهل الكهول له لسان سؤول وقلب عقول خيار خلق الله وعترة نبيه خيار ابن خيار فقال عقيل بن أبي طالب: يا بنت أبي سفيان لو أنَّ لعلي بيتين بيت من تبر والآخر تبن بدأ بالتبر وهو الذهب فقال معاوية يا أبا يزيد كيف لا أقول هذا في علي بن أبي طالب وعلي من هامات قريش وذوائبها وسنام قائم عليها وعلي علامتها في شامخ))(9).
(9)، (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص416).
(تاريخ مدينة دمشق)، عن المغيرة قال لمَّا جيء معاوية بنعي علي وهو قائل مع امرأته بنت قرظة في يوم صائف قال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ماذا فقدوا من العلم والحلم والفضل والفقه، فقالت امرأته: أنت بالأمس تطعن في عينيه وتسترجع اليوم عليه، قال: ويلك لا تدرين ماذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه))(10).
(10)، (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص583).
(تاريخ مدينة دمشق)، عن أبي إسحاق، قال: جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال: ((يا أمير المؤمنين جئتك من عند ألأم الناس وأبخل الناس وأعيا الناس وأجبن الناس فقال: ويلك وأنَّى أتاه اللؤم ولكنَّا نتحدَّث أن لو كان لعلي بيت من تبن وآخر من تبرٍ لأنفد التبر قبل التبن، وأنى أتاه العي، وإن كنَّا لنتحدث أنَّه ما جرت المواسي على رأس رجلٍ من قريش أفصح من علي، ويلك وأنَّى أتاه الجبن وما برز له رجل قط إلا صرعه، والله يا ابن أحور لولا أنَّ الحرب خدعة لضربت عنقك أخرج فلا تقيمن في بلدي))(11).
(11)، (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص414).
(تاريخ مدينة دمشق)، عن مغيرة، قال: لمَّا جاء معاوية وفاة علي، ((قال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، وهو قائل مع امرأته ابنة قرظة في يومٍ صائف قال: ماذا فقدوا من العلم والفضل والخير فقالت امرأته: تسترجع عليه اليوم قال: ويلك لا تدرين ماذا ذهب من علمه وفضله وسوابقه))(12).
(12)، (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص583).
(تاريخ مدينة دمشق)، عن جابر قال: كنَّا عند معاوية فذكر علي أحسن ذكره وذكر أبيه وأمَّه ثمَّ قال: وكيف لا أقول هذا لهم هم خيار خلق الله وعنده بنيه أخيار أبناء أخيار))(13).
(13)، (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص415).