احتوى كتاب نهج البلاغة الخطب والاحاديث المرسلة الى عماله، والكتب المتبادلة بينه وبين أنصاره وخصومه – حوادث تاريخية مهمة في تاريخ الامة العربية منها والاسلامية.
ومن خلال تلك الخطب و الاحاديث والمراسلات وما استشهد فيها من الشعر وقفنا على جوانب مهمة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والنفسية للشعب العربي، والشعوب المسلمة. ومن خلال الشعر المستشهد في شرح (النهج) لابن ابي الحديد وقفنا على خلفيات واسباب الصراع على السلطة من اولئك الذين اعتنقوا الاسلام مكرهين، فعادوا به – بعد غياب النبي الاكرم صلى الله عليه واله – الى الجاهلية الاولى، وعملوا جهدهم لإبعاده وحرفه عن المنبع الاول.
وكان الامام علي عليه السلام يقف بوجوه اولئك القوم فيبصرهم بدينهم، الذي اخرجهم ( .... من الظلمات الى النور....).
فأعداء الاسلام ادركوا اهمية (النهج) في حياة الامة (تاريخا ولغتا وفكرا) فراحوا يشككون به؛ فمرة ينفون صلة الامام به أوصلته بالإمام عليه السلام واخرى ينسبون بعضه للإمام عليه السلام وبعضه الاخر لغيره.