إحياءً لأمر آل محمَّد (عليهم الصلاة والسلام) تواصُّل مؤسَّسة علوم نهج البلاغة مجلسها السنوي في إقامة العزاء لسيِّد الشهداء (عليه السلام)، وقد بدأ المجلس بتلاوةٍ للقرآن الكريم بصوت الإعلامي عمَّار رزاق، ثمَّ ارتقى المنبر السيِّد نبيل الحسني رئيس مؤسَّسة علوم نهج البلاغة، فألقى بحثًا قرآنيًّا تناول فيه دلالة قوله تعالى: ﴿سِرَاجًا مُّنِيرًا﴾ [سورة الفرقان: 16]، متسلسلًا فيها بمعانيها المعجميَّة ثمَّ القرآنيَّة إلى أن انتهى بأنَّها تُشير إلى الرسول محمَّد (صلى الله عليه وآله وسلم) بوصفه مصدر الفيض الإلهي للخلق جميعًا، ثمَّ ركَّز السيد بعد ذلك على دَلالة الجمال التي تكشفها هذه الآية المباركة، فهي تشير بشكلٍ واضح إلى الجمال النوراني الذي كان يتحلَّى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وممَّا يدلُّ على ذلك ما أخرجه الكليني (رحمه الله) عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إِذَا رُئِيَ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ رُئِيَ لَه نُورٌ كَأَنَّه شِقَّةُ قَمَرٍ)) [الكافي، ج1، ص 446]، وأنَّ هذه الصَّفة كانت مترسِّخة في أهل البيت (عليهم السلام) فكانوا أنوارًا من الجمال والبهاء بين الناس، ومنهم القاسم بن الحسن (عليه السلام)، فقد ذكر المؤرخون صفته عندما خرج في كربلاء لمواجهة جيش بني أميَّة فقالوا: خرج علينا غلام كان وجهه شقَّة قمر...
ثمَّ خُتم المجلس الحسيني بقراءة بعض القصائد الحسينية فشارك الرادود محمد حمزة الخفاجي والرادود مرتجى الحسني.