عمر يريد نبش قبر فاطمة الزهراء والامام علي عليه السلام يرد عليه
موقف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من عمر حينما أراد نبش قبر فاطمة سلام الله عليها ليصلّي عليها
[بحار الأنوار, جزء 28, صفحة (305-307] قال ابن عبّاس: فقبضت فاطمة (عليها السلام) من يومها؛ فارتجّت المدينة بالبكاء من الرجال والنّساء ، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فأقبل أبو بكر وعمر يعزّيان عليّاً ( عليه السلام ) ويقولان له : يا أبا الحسن ، لا تسبقنا بالصّلاة على ابنة رسول الله . فلمّا كان في اللّيل دعا عليّ ( عليه السلام ) العبّاس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعمّاراً ، فقدّم العبّاس فصلّى عليها ودفنوها . فلمّا أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة ( عليها السلام ). فقال المقداد: قد دفنّا فاطمة البارحة؛ فالتفت عمر إلى أبي بكر؛ فقال: ألم أقل لك إنّهم سيفعلون؟! قال العبّاس: إنّها أوصت أن لا تصلّيا عليها . فقال عمر: والله لا تتركون - يا بنى هاشم - حسدكم القديم لنا أبداً . إنّ هذه الضغائن الّتي في صدوركم لن تذهب ! والله لقد هممت أن أنبشها فاُصلّي عليها .
فقال عليّ (عليه السلام): « والله لو رمت ذلك يا ابن صهّاك لا رجعت إليك يمينك . والله لئن سللتُ سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك ، فَرُم ذلك» . فانكسر عمر وسكت ، وعلم أنّ عليّاً (عليه السلام) إذا حلف صدق .
ثم قال علي (عليه السلام): يا عمر ألست الذي هم بك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأرسل إلى فجئت متقلدا بسيفي ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله عز وجل: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}(مريم:84).
قال ابن عباس: ثم إنهم تأمروا وتذاكروا، فقالوا: لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حيا، فقال أبو بكر: من لنا بقتله ؟ فقال عمر: خالد بن الوليد، فأرسلا إليه فقالا: يا خالد ما رأيك في أمر نحملك عليه ؟ قال: احملاني على ما شئتما، فوالله إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت، فقالا: والله ما نريد غيره قال: فاني له، فقال أبو بكر: إذا قمتما في الصلاة صلاة الفجر، فقم إلى جانبه، ومعك السيف، فإذا سلمت فاضرب عنقه، قال: نعم، فافترقوا على ذلك، ثم إن أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي (عليه السلام)، وعرف إن فعل ذلك، وقعت حروب شديدة وبلاء طويل، فندم على ما أمر به، فلم ينم ليلته تلك حتى أتى المسجد، وقد أقيمت الصلاة فتقدم وصلى بالناس مفكرا لا يدري ما يقول، وأقبل خالد بن الوليد متقلدا بالسيف حتى قام إلى جانب علي (عليه السلام) وقد فطن علي (عليه السلام) ببعض ذلك. فلم فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم: يا خالد لا تفعل ما أمرتك؛ فان فعلت قتلتك، ثم سلم عن يمينه وشماله؛ فوثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده، ثم صرعه وجلس على صدره، وأخذ سيفه ليقتله، واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالدا، فما قدروا عليه، فقال العباس: حلفوه بحق القبر لما كففت، فحلفوه بالقبر فتركوه فتركه، وقام فانطلق إلى منزله.
وجاء الزبير والعباس وأبو ذر والمقداد وبنو هاشم واخترطوا السيوف وقالوا والله لا ينتهون حتى يتكلم ويفعل، واختلف الناس، وماجوا واضطربوا، و خرجت نسوة بني هاشم فصرخن وقلن: يا أعداء الله، ما أسرع ما أبديتم العداوة لرسول الله وأهل بيته، و لطال ما أردتم هذا من رسول الله فلم تقدروا عليه، فقتلتم ابنته بالأمس، ثم تريدون اليوم أن تقتلوا أخاه وابن عمه ووصيه وأبا ولده، كذبتم ورب الكعبة، وما كنتم تصلون إلى قتله، حتى تخوف الناس أن تقع فتنة.