ولادة الإمام عَلِيّ بن مُحَمَّد الهَادِيّ (عليهما السَّلَام)

مقالات وبحوث

ولادة الإمام عَلِيّ بن مُحَمَّد الهَادِيّ (عليهما السَّلَام)

5K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-07-2020

الباحِث: هشام مكي خضيّر الطَّائِيّ

الحمد لله ربّ العالمين والصَّلَاة والسَّلَام على خير خلق الله تعالى مُحَمَّدٍ وآله الطَّيِّبين الطاَّهِرِين، أمَّا بعد...
فإنَّ من أهم المناسبات التي تمرّ علينا في شهر ذي الحُجَّة، هي: (ولادة الإمام عَلِيّ الهَادِي بن الإمام مُحَمَّد الجَوَاد (عليهما أفضل الصَّلَاة والسَّلَام). وسنيِّنُ في هذه المقالة شيئًا من حياته الكريمة استذكارًا له وإحياءً لأمره .

لمحة من حياته (عليه السَّلَام) الاجتماعية:
ولادته (عليه السَّلَام) ونشأته:
 وُلد الإمام عَلِيّ بن مُحَمَّد الهَاديّ النَّقيّ (عليه السَّلَام) في المدينة المنورة يوم الجمعة الثاني من رجب، وقيل: في الخامس منه، سنة اثنتي عشرة ومائتين[1]، وأُمّه أم ولد يقال لها: سمانة المغربية، ويقال: إن أمه هي (السَّيِّدة أم الفضل)، فأقام مع أبيه الإمام مُحَمَّد الجَوَاد (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) ست سنين وخمسة أشهر، ونشأ معه نشأةً علويّة مُحَمَّديَّة، فنهل من أبيه الإمام الجَوَاد (صلوات الله تعالى وسلامه عليه) مكارم الأخلاق والورع والإيمان بالله تعالى وجمال الصّفات[2].

تصديه (عليه السَّلَام) للإمامة ومدتها:
 تصدّى أبو الحَسَن الإمام عَلِيّ بن محمَّد الهادي (عليهم السَّلَام) للإمامة، وتولِّي أمر الأُمَّة الإسلاميَّة في سنّ السَّادسة من عمره الشَّرِيف بعد شهادة أبيه الإمام أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيّ الجواد (عليهم السَّلَام)[3].
أما مدة إمامته (عليه السَّلَام) على ما تقول الروايات: فكانت ثلاثًا وثلاثين سنة، وهناك من يقول: ثلاثٌ وثلاثين سنة وتسعة أشهر، ومدّة مقامه بسرّ من رأى من العراق عشرين سنة[4].

من النصوص الدَّالة على إمامته (عليه السَّلَام):
 جاء في بعض بطون الكتب العديد من الروايات عن الإمام مُحَمَّد بن عَلِيّ الجَوَاد (عليهما السَّلَام)، يقول فيها ويؤكّد على إمامة وَلَده الإمام أبي الحسن الثَّالث عَلِيّ الهَادي (عليه السَّلَام) من بعده، وذلك لاجتماع شروط الإمامة وخصال الإمام وصفاته فيه (عليه السَّلَام)[5]، روي عن إسماعيل بن مهران، قال: لما خرج أبو جَعْفَر مُحَمّد الجَوَاد بن عَلِيّ الرِّضَا (عليهما السَّلَام) من المدينة إلى بغداد بطلب المعتصم (لعنه الله تعالى)، قلت له عند خروجه: جعلت فداك إني أخاف عليك من هذا الوجه، فإلى من الأمر بعدك؟ فبكى (عليه السَّلَام) حتّى بلّ لحيته، ثم التفت إليّ، فقال: (الأمر من بعدي لولدي عَلِيّ)[6].

صفاته (عليه السَّلَام) ومكارم أخلاقه:
 كان الإمام أبو الحَسَن العَسْكَرَيّ عَلِيّ بن مُحَمَّد الهَادِيّ (عليها السَّلَام) متصفًا بوراثته أبيه الجَوَاد (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) علمًا وعملًا، وكان فقيهًا فصيحًا جميلًا مهيبًا، وذا هيبة في قلوب من يراه ويصادفه من محبّيه ومبغضيه، فروي عن محمّد بن الحسن الأشتر العلوي، أنَّه قال: (كنت مع أبي على باب المتوكّل، وأنا صبي في جمع من الناس، ما بين طالبي، إلى عباسي إلى جندي، إلى غير ذلك، وكان إذا جاء أبو الحَسَن (عليه السَّلَام)، ترجل النَّاس كلّهم حتى يدخل، فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام؟ وما هو بأشرفنا، ولا بأكبر منا سنا، ولا أعلمنا؟ فقالوا - والله - لا ترجلنا له، فقال لهم أبو هاشم: والله لتترجلن له صغارا وذلة إذا رأيتموه، فما هو إلا أن أقبل، وبصروا به، فترجل له الناس كلهم، فقال لهم أبو هاشم: أليس زعمتم أنكم لا تترجلون له؟ فقالوا : والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا)[7].
وكان (عليه السَّلَام) قد نقش على خاتمه عبارة: (الله ربّي وهو عصمتي من خلقه)[8].
فهذا موجز عن الإمام عَلِيّ الهَادِيّ بن مُحَمَّد الجَوَاد (عليهما السَّلَام)، ونسأل الله تعالى أن يتقبله منَّا بأحسن قبول بمُحَمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله) وآله الأطهَار (عليهم السَّلَام) والحمد لله ربّ العالمين...

الهوامش:
[1] ينظر: الأنوار البهيَّة، الشَّيخ عبَّاس القُمّي: 273.
[2] يُنظر: بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي: 50/114.
[3] يُنظر: موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي: 1/141.
[4] ينظر: بحار الأنوار: 50/114.
[5] ينظر: قادتنا كيف نعرفهم؟، السَّيِّد مُحَمَّد هاديّ الميلاني: 4/322.
[6] قادتنا كيف نعرفهم؟، السَّيِّد مُحَمَّد هاديّ الميلاني: 4/323.
[7] الخرائج والجرائح، قطب الدين الراوندي: 2/676.
[8] شرح إحقاق الحق، السَّيِّد المرعشي: 29/23.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2483 Seconds