بقلم: الدكتور خليل خلف بشير
((الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
وبعد:
في قوله: ﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾ - الآية /92 يقول (عليه السلام) : ((لما تعجل موسى إلى ربه عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي بني إسرائيل، فضربه عجلا ثم ألقى القبضة في جوفه فإذا هو عجل جسد له خوار، فقال لهم السامري، هذا إلهكم وإله موسى : فقال لهم هارون : يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا؟ فلما إن رجع موسى أخذ برأس أخيه، فقال له هارون ما قال، فقال موسى للسامري: ما خطبك؟ فقال : قبضت قبضة من أثر الرسول، فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي، فعمد موسى إلى العجل، فوضع عليه المبارد فبرده بها وهو على شط نهر، فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد ذلك العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب))[1].
وفي قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ الله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ - الآية /115، يسأله سائل : ((من هؤلاء الحجج؟ قال : هم رسول الله ومن حل محله من أصفياء الله الذين قال الله : ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ الله﴾ الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه))[2].
وفي سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام ((عن الواحد إلى المائة قال له اليهودي فأين وجه ربك؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: يا بن عباس أتيني بنار وحطب، فأتيته بنار وحطب، فأضرمها ثم قال: يا يهودي أين يكون وجه هذه النار فقال: لا أقف لها على وجه، قال: ربي عز وجل على هذا المثل ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله))[3].
وفي قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ / الآية 159﴾ قال السيوطي ((عن علي بن أبي طالب في قوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ قال من الذهب والفضة ﴿وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾ قال يعنى من الحب والتمر وكل شيء عليه زكاة))[4].
وفي حديثه عن ليلة القدر استشهد بقوله تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ / الآية 185﴾ في قوله ((وليلة القدر ليلة عظيمة شريفة شرفها الله تعالى في محكم كتابه المنزل على لسان نبيه الصادق فقال : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فمن اهتدى إلينا وشايعنا كانوا هم السعداء ومن لم يهتد إلينا كانوا هم الأشقياء الذين لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم))[5].[6].
الهوامش:
[1]- كنز العمال / المتقي الهندي 2/467، والدر المنثور 4/305.
[2]- تفسير نور الثقلين 1/118.
[3]- تفسير نور الثقلين:1/117.
[4]- الدر المنثور 1/261.
[5]- إلزام الناصب في إثبات الحجة الغالب / الشيخ علي اليزدي الحائري 1/103.
[6]لمزيد من الاطلاع ينظر: من النتاج الفكري لأمير المؤمنين عليه السلام تفسيره المغيب للقرآن الكريم وادعيته العلوية للدكتور خليل خلف بشير، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 67 –68.