بقلم: الدكتور علي الفتال - رحمه الله تعالى-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الاخيار الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم والناصبين لهم العداء الى قيام يوم الدين.
أما بعد:
ومن شعره المشهور أيضاً قوله يخاطب محمداً صلى الله عليه وآله، ويُسَكِّنُ جأشه ويأمر بإظهار الدعوة (14/77-78):
لا يمنعنك من حق تقوم به أيدٍ تصول ولا سلقٌ بأصوات
فإن كفك كفي إن بليت بهم ودون نفسك نفسي في الملمات
ومن ذلك قوله، ويقال أنها لطالب بن أبي طالب (14/78):
إذا قيل من خير الورى قبيلاً وأكرمهم أسرة
أناف لعبد مناف أبٌ وفضله هاشم الغرة
لقد حل مجد بني هاشم مكان الذمائم والنرّة
وخير بني هاشم أحمد رسول الإله على فترة
ومن ذلك قوله (14/78):
لقد أكرم الله النبي محمداً فأكرم خلق الله في الناس أحمد
وشق له من أسمه ليجلّه فذو العرش محمود وهذا محمد
وقوله أيضاً، وقد يروى لعلي عليه السلام (14/78):
يا شاهد الله عليَّ فاشهد أنيِّ على دين النبي أحمد
من ضل في الدين فأني مهتدٍ
وقوله من قصيدة طويلة (14/79):
أعوذ برب البيت من كل طاعنٍ علينا بسوءٍ أو يلوح بباطل
ومن فاجرٍ يفتا بنا بمغيبة ومن ملحقٍ بالدين ما لم نحاول
كذبتم وبيت الله يبزى محمدٌ ولما نطاعن دونه ونناضل
وننصره حتى نُصرّع دونه ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وحتى نرى ذا الردع يركب روعه من الطعن فعل النكب المتحامل
وينهض قوم في الحديث إليكم نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل
وأنّا وبيت الله من جدَّ جدنا لتلتبسن أسيافنا بالأماثل
بكل فتىٌ مثل الشهاب سميدعٍ أخي ثقة عند الحفيضة باسل
وما ترك قوم لا أبا لك سيداً يحوط الذمار غير نكس مواكل
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة ٍ وفواضل
وميزان صدق لا يخيس شعيرة ووزَّان صدق وزنه غير عائل
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذبٌ لدينا ولا يعبا بقول إلا باطل
لعمري لقد كلِّفت وجداً بأحمد وأحببته حب الحبيب المواصل
وجُدتُ بنفسي دونه فحميته ودافعت عنه بالذرى والكواهل
فلا زال للدنيا جمالاً لأهلها وشيناً لمن عادى وزين المحافل
وايدّه رب العباد بنصره وأظهر ديناً حقه غير باطل[1]
الهوامش:
[1]لمزيد من الاطلاع ينظر: أضواء على نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد في استشهاداته الشعرية، د. علي الفتال، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ج2، ص 29 – 31.