بقلم: الدكتور علي الفتال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الاخيار الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم والناصبين لهم العداء الى قيام يوم الدين.
أما بعد:
تناولنا في الحلقة السابقة تعريض الأنصار بعمرو بن العاص ونكرانهم قوله في بيعة السقيفة وفي هذه الحلقة نتناول قول الإمام علي عليه السلام للفضل: يا فضل أنصر الأنصار بلسانك ويدك، فأنهم منك وانت منهم.
فقال الفضل (6/34-35): -
قلت يا عمرو مقالاً فاحشاً
أن تعد يا عمرو والله فلك
إنما الأنصار سيف قاطع
من تصبه ضبة السيف هلك
وبسيف قاطع يضر بها
وسهام الله في يوم الحلك
نصروا الدين وآووا أهله
منزل رحب ورزق مشترك
وإذا الحرب تلظت نارها
بركوا فيها إذا الموت برك
فأجابه حسان بن ثابت (6/35):
جزى الله عنا والجزاء بكفه
أبا حسن عنا ومن كأبي حسن
سبقت قريشاً بالذي أنت أهله
فصدرك مشروح وقلبك ممتحن
تمنت رجال من قريش أعزّة
مكانك هيهات الهزال من السمن
وأنت من الإسلام في كل موطن
بمنزلة الدلو البطين من الرسن
غضبت لنا إذ قام عمرو بخطبة
أمات بها التقوى وأحيا بها الإحن
فكنت المرجى من لؤي بن غالب
كما كان منهم، والذي كان لم يكن
حفظت رسول الله فينا وعهده
اليك ومن أولى به منك من دمن!
الست أخاه في الهدى ووصيّه
وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن
فحقك محفوظٌ بنجد وشيمةٌ
عظيم علينا ثم بعد على اليمن
وقال الوليد بن عقبة بن أبي معيط - وكان يبغض الأنصار لأنهم أسروا أباه يوم بدر، وضربوا عنقه بين يدي رسول الله - بعد خطبة شتم فيها الأنصار (6/36): -
تباذخت الأنصار في الناس بأسمها
ونسبتها في الأزد عمرو بن عامر
وقالوا: لنا حق عظيم ومنّة
على كل بادٍ من معرّ وحاضر
فأن يك للأنصار فضل فلم تنل
بحرمته الأنصار فضل المهاجر
وأن تكن الأنصار آوت وقاسمت
معايشها من جاء قسمة جازر
فقد أفسدت ما كان منها بمنّها
وما ذاك فعل الأكرمين الأكابر
إذا قال حسان وكعب قصيدة
بشتم قريش غُنيِّت في المعاشر
وسار بها الركبان في كل وجهةٍ
واعمل فيها كل خفٍ وحافر
فهذا لنا من كل صاحب خطبة
يقوم بها منكم ومن كل شاعر
وأهل بأن يُهجَو بكل قصيدة
وأهل بان يَرمَوا بنبل فواقر
ثم قال[1]
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أضواء على نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد في استشهاداته الشعرية، د. علي الفتال، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ج2،52-54.