من ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة قال عليه السلام:((وَلاَ تَأْخُذَنَّ عَوْداً وَلاَ هَرِمَةً، وَلاَ مَكْسُورَةً))

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-07-2023

بقلم: د. حسام عدنان الياسري.

الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانع كل غنيمة وفضل، وكاشف عظيمة وازل، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الاطهار.

وبعد:
الكَسْر في اللغة الهَشْم والهَضْم [1]. والكَسْرَة القطعة المكسورة من الشيءِ [2]. وناقة كَسِيْر. أي مَكْسُورة الرِّجل [3]. وقد وردت لفظة (مكسورة) مرة واحدة في نهج البلاغة[4] ؛ للدلالة على الناقَة المكسورة الرِّجل، أو الظَّهْر من كَثْرَة الحَمْلِ عليها. يقول أمير المؤمنين في إرشاد عامله على الصَّدَقات، ونَهْيِـه عن أخـذ الصَّدَقات مـن الدّواب المَعِيْبَـات: ((... وَلاَ تَأْخُذَنَّ عَوْداً، وَلاَ هَرِمَةً، وَلاَ مَكْسُورَةً، وَلاَ مَهْلُوسَةً..))[5]. وأراد (بالمَكْسُوَرة) - كما تقدم - الناقة التي كُسرت إحدى أرجلها، أو ظَهْرها[6]. ولا يكون ذلك فيها إلآ اذا ضُعَفَ بَدُنُها، أو كبر سِنُّها. ويحتمل أنْ يُراد بـ (المَكْسُورة) بقية الدَّواب، من قبيل الشَّاء والنَّعَم التي توصف بكسر بعض قوائمها الأربع. وأنما عَبّر الإمام (عليه السلام) بلفظة (مكسورة) عن هذهِ الدّواب في إشارة إلى ما تصيبها من عِلّةٍ تقعدها عن القيام بالتنّقل وحمل أحمال)[7].

الهوامش:
[1] ينظر: مقاييس اللغة (كسر): 5/180.
[2] ينظر: لسان العرب (كسر): 5/140، وتاج العروس (كسر): 14/36.
[3] نفسه.
[4] ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة: 400.
[5] نهج البلاغة: ك/25: 483.
[6] ينظر: شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد): 15/118.
[7] لمزيد من الاطلاع ينظر: ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة: للدكتور حسام عدنان رحيم الياسري، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 42-43.