شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (9) قال عليه السلام:(أَعْمَالُ العِبَادِ فيِ عاجِلهـِم نـُصْبُ أَعْيُنِهـِم فيِ آجِلهـِم)

مقالات وبحوث

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (9) قال عليه السلام:(أَعْمَالُ العِبَادِ فيِ عاجِلهـِم نـُصْبُ أَعْيُنِهـِم فيِ آجِلهـِم)

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 06-08-2023

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: ((أَعْمَالُ العِبَادِ فيِ عاجِلهـِم نـُصْبُ أَعْيُنِهـِم فيِ آجِلهـِم))
في الشروح اتفاق على رواية هذه الحكمة بهذا اللفظ، إلا في الترجمة 2/419، فقد رويت كلمة (أجلهم) بدلاً من (آجلهم). وقد رويت الحكمة كاملة بلفظ المتن في: العيون ص70، والدستور ص20، والمنهاج 3 / 263، والمعارج ص400، وشرح ابن أبي الحديد 18 / 100، وشرح البحراني 5 / 238، والمصباح ص577.
نـُصْبُ: ماثل أمام. نصب عيني، أي ماثل أمام عيني، وهو الشيء الذي لا يخفى وإنْ كان ملقى[1].
والمعنى المراد من هذه الحكمة؛ أن كل أعمال الناس الحسنة والسيئة، التي اجترحوها في حياتهم، ستكون ماثلة أمام أعينهم عند دنو الأجل، وهو الموت. وقد يراد معنى آخر وهو: أن العباد ستعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة، تصديقاً وتفسيراً لما جاء به القرآن الكريم {يَوْمَ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتَاً لِيُرَوا أَعْمَالَهمُ}[2].
أما رواية الترجمة (أجلهم) بدلاً من (آجالهم) فإنها لا تناسب دلالة الحكمة، ولا تتجانس مع كلمة (عاجلهم) صوتياً. وأن (الآجل) هو المؤجل، لا الأجل. لأن الأجل غاية الوقت في الموت، وحلول الدَّين، ومدة الشيء وجمعه آجال، في حين أن الآجل هو نقيض العاجل، والمراد بالعاجل الدنيا، والآجل الآخرة)[3].

الهوامش:
[1] اللسان: (نصب).
[2] الزلزلة / 6.
[3] لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص33-34.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3065 Seconds