بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
ذكر الكوفي[1]: (... عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين (. ويتفق الضحاك[2] مع الكوفي ويروي: (... عن عباد بن عبد الله قال سمعت عليا رضي الله تعالى عنه يقول انا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين). وأيضاً يتفق ابن جب[3] فيروي الرواية ويعززها برواية أُخرى تأكيداً على نص الرواية ومضمونها حيث يقول: (... عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر، صليت قبل الناس بسبع سنين).
ومن ذلك من مناقب الفقيه الشافعي ابن المغازلي يرفعه إلى ابن عباس في قول الله عز وجل {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}[4] قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق علي إلى محمد. وروى أيضا خبرا يرفعه إلى أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك أنه لم يصل معي أحد غيره).
وبعد مقارنتنا للنصوص نجد أكثرها قد اتفقت مع بن أبي شيبة بمضمون الرواية وأغلبها قد اختلفت معه بالسند. وهذا يعني تعدد الطرق لنقل هذا الحديث، وإن كان صاحب المصنف لم يأتِ بالرواية إلا من طريق واحد.
وعن سبق الإمام علي (عليه السلام) روى الكوفي[5]: (... عن حبة العرني عن علي قال: أنا أول رجل صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)). ويتفق أحمد بن حنبل[6] مع الكوفي حيث يروي ويقول: (... عن حبة العرني قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول أنا أول رجل صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)). كذلك الضحاك[7] يتفق مع الكوفي حيث يروي عنه ويذكره في أول السند فيقول: (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحدثنا شبابة عن شعبة عن سلمة بن كهل عن جده عن علي رضي الله تعالى عنه قال انا أول رجل صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)). ويختلف الطبري[8] مع الكوفي في سند الرواية ومضمونها حيث يقول: (حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبيد بن سعيد عن شعبة عن عمرو بن مرة، قال سمعت أبا حمزة رجلا من الأنصار يقول سمعت زيد بن أرقم يقول أول رجل صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي عليه السلام). ومضمون الاختلاف يكمن في أن زيد بن الأرقم هو من يقول ويصرح بإن الإمام عليًا (عليه السلام) أول رجل صلى مع الرسول (صلى الله عليه وآله) عكس رواية الكوفي ومن اتفق معه أن الإمام هو من يصرح بذلك التصريح. عموماً يظهر لنا مما ذكرت المصادر أنَ هذه السابقة تضاف إلى رصيد المنزلة العلية الرفيعة التي خص بها الله سبحانه عبده الصالح وأخو رسوله بها. )[9].
الهوامش:
[1] المصنف، ج7، ص498.
[2] الآحاد والمثاني، تحقيق: باسم الجوابرة، ط1، دار الدراية، (السعودية - 1411هـ)، ج1، ص148؛ النسائي، السنن الكبرى، تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري، سيد كسروي حسن، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت - 1411هـ)، ج5، ص107؛ المعتزلي، ابن أبي الحديد (ت 656هـ)، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط2، دار إحياء الكتب العلمية، (بيروت - 1967م)، ج13، ص200؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج1، ص432.
[3] زين الدين علي بن يوسف (ت ق 7 هـ)، نهج الإيمان، تحقيق: أحمد الحسيني، ط1، مجتمع إمام هادي (عليه السلام)، (مشهد - 1418هـ)، ص168.
[4] سورة الواقعة، آية: 10.
[5] المصنف، ج7، ص298.
[6] مسند أحمد بن حنبل، ج1، ص141.
[7] الآحاد والمثاني، ج1، ص149.
[8] تاريخ الرسل والملوك، ج2، ص56.
[9] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 126-128.