من ألفاظ الأرض وتضاريسها وما يتعلق بها في نهج البلاغة: المـَـدَر

مقالات وبحوث

من ألفاظ الأرض وتضاريسها وما يتعلق بها في نهج البلاغة: المـَـدَر

205 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 24-11-2024

بقلم: الدكتور سحر ناجي المشهدي

الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصاماً من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..

اما بعد:
تكرر في خمسة مواضع من النَّهْج
ليدل على معنى حقيقي، ورد المفرد منه على زنة (فِعلَة) منها في بيان صفة آدم: «وَمَعْرِفَة يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، والاَذْوَاقِ والَمشَامِّ، وَالاْلوَانِ وَالاْجْنَاس، مَعْجُوناً بطِينَةِ الاْلوَانِ الُمخْتَلِفَةِ، وَالاَشْبَاهِ المُؤْتَلِفَةِ، وَالاْضْدَادِ المُتَعَادِيَةِ، والاْخْلاطِ المُتَبَايِنَةِ» [1].
ومراد الإمام (عليه السلام) بيان اختلاف أجزاء الإنسان؛ فبعها أبيض، كالعظام وبعضه أحمر كالدَّم، وبعضه أسود كالشَّعر، ومثـَّل اختلاف أجزائه كاختلاف أفراد نوعه، فمنهم الشَّقي والسَّعيد والخبيث والطَّيِّب[2].
الطاء والياء والنون كلمة واحدة، وهو الطَّين، وهو معروف. ويقال: طيًنت البَيت، وطِنْت الكتاب.  ويقال طانه الله تعالى على الخير، أي جبَله.  وكأنً معناه من طِنت الكتاب، أي ختمته؛ كأنه طبعه على الخير وختم أمره به[3].
   والواحدة منه طِينَة، وهو من الجواهر الموصوف بها، قال سيبويه في (باب ما ينتصب لأنه قبيح أن يكون صفة) «فررت الى الرفع في قولك: بصحيفةِ طينٌ خاتَـَمها؛ لأن الطين اسم وليس مما يوصَف به، ولكنه جوهر يضاف إليه ما كان منه[4].
جعله صفة؛ لأنه في معنى الفعل، كأنه قال لينٌ خاتمها، وهذا قبيح أجري على غير صفته. 
قال تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ}[5]
والطين هو التراب والماء المختلط وقد يسمى بذلك وإن زال عنه قوة الماء، ويقال: طِنْتُ كذا وطَيًنْتُهُ[6].)([7]).

الهوامش:
[1] نهج البلاغة: خ 1، 10.
[2] ظ: منهاج البراعة: 2/ 43.
[3] ظ: مقاييس اللغة: 3 / 437.
[4] ظ: الكتاب: 2 / 117.
[5] الصافات / 11.
[6] ظ: لسان العرب (مادة طين):  4 / 2739   وظ:  المفردات في غريب القران:  2 / 408 .
([7]) لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 239-240.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2494 Seconds