محمد حمزة الخفاجي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. . .
أما بعد . . .
اختار سبحانه وتعالى من الليالي أفضلها فكان منها ليلتا العيد فقد ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إن لله عز وجل خيارا من كل ما خلقه، فأما خياره من الليالي فليالي الجمع ، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيدين، وأما خياره من الأيام فأيام الجمع والأعياد)[1].
وقد كان صلوات الله وسلامه عليه يحي هذه الليالي بالعبادة ويوصي الناس بإحيائها فقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله): (من أحيى ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)[2].
فهذه الليالي مباركة لذا على الواعي ان يغتنم هذه الفرص وأن لا ينشغل في الدنيا ويترك هذه الايام التي فيها سعادة الدارين فإن أصل السعادة رضى الله وتجنب المعاصي.
روي عن الامام الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الناس يوم الفطر، فقال: أيها الناس إن يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون وهو أشبه يوم بيوم قيامكم [ قيامتكم] فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاكم خروجكم من الأجداث إلى ربكم واذكروا بوقوفكم في مصلاكم وقوفكم بين يدي ربكم، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم، رجوعكم إلى منازلكم في الجنة أو النار!!! واعلموا عباد الله أن أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك - في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله فقد غفر [الله] لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون[3] ؟!!.
فهذا هو العطاء الجزيل الذي وعد به سبحانه عباده المخلصون حيث المغفرة والرحمة والعطاء فنسأل الله ان يتقبل منا صيامنا وان يغفر لنا ذنوبنا ويدفع عنا مكاره الدنيا بفضل الصلاة على محمد وآل محمد.
الهوامش:
[1] - بحار الأنوار: 88 / 127.
[2] - ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق: 76.
[3] - الأمالي، الشيخ الصدوق: 108.