ان مبيت علىّ(عليه السلام) على فراش النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) اعجب من استسلام اسماعيل لذبح ابراهيم لأن اسماعيل استسلم لوالد شفيق كان يمكن ان ينظر اللّه إلى قلب والده فيعفيه من ذبحه كما جرى او كان يجوز ان يموت احدهما قبل الذبح اشفاقاً من اللّه عليهما حيث هما ولد مع والد او كان يذبحه بغير تألم اشفاقاً لكون الذبح بأذنه على يد والده لولده و غير ذلك من اسباب تجويز السلامة و على بن ابى طالب(عليه السلام) استسلم للأعداء بعد وفات والده ابى طالب و تفرّق الأولياء فهل ترى كان يجوز التقدّم على(عليه السلام) بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في شيء من الأشياء و كم وفاه للنبي و الإسلام و حفظ ذلك بما وهبه اللّه تعالى من العناية و الاكرام مثل يوم بدر و احد و خيبر و حُنين و يوم عمرو بن عبد ود لمّا قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) برز الإيمان كله إلى الشرك كله و غيرها من المقامات التي ما قام احد مقامه و كتأدية سورة براءة و ما يضيق الوقت عن ذكره و نشره و نقل بن طاووس(رحمه الله) انه لمّا نام علىّ(عليه السلام)على فراش النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) اوحى اللّه تعالى إلى جبرئيل و ميكائيل انّى قد آخيت بينكما و جعلت عمر احدكما اطول من عمر الآخر فإيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة و احبّاها فأوحى اللّه تعالى اليهما الا كنتما مثل على بن ابى طالب(عليه السلام) آخيت بينه و بين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) فبات على فراشه يفديه و يؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجله فقال جبرئيل بخ بخ من مثلك يأبن ابى طالب يباهى اللّه بك الملائكة فانزل اللّه تعالى على رسوله و هو متوجه إلى المدينة في شأن علىّ(عليه السلام) و من الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات اللّه و اللّه رؤف بالعباد و ما احسن ما قال المأمون:
أُلام على حب الوصي ابى الحسن***و ذلك عندي من عجائب الزمن
خليفة خير الناس و الأول الذى***اعان رسول اللّه في السرّ و العلن
المصدر (اربعون حديثاً في فضل امير المؤمنين(عليه السلام), الشيخ يوسف بن العلاّمة الشيخ احمد آل عصفور البحراني(قدس سره)