من الأمثال العربية في نهج البلاغة أقواله (عليه السلام) في كتب الأمثال واللغة والتاريخ والتفسير قوله عليه السلام: (عليكم بالنمرقة الوسطى)

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من الأمثال العربية في نهج البلاغة أقواله (عليه السلام) في كتب الأمثال واللغة والتاريخ والتفسير قوله عليه السلام: (عليكم بالنمرقة الوسطى)

56 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 06-11-2024

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان.

وبعد:
(عليكم بالنمرقة الوسطى)([1])
رواه ابن قتيبة([2]) مسنداً عن النعمان بن مسعد عن علي (عليه السلام) قال: خير هذه الأمة النمط الأوسط يرجع إليها الغالي ويلحق بهم التالي.
ورواها اليعقوبي([3]) في تاريخه وبنفس القيد([4]) بتفاوت في بعض الألفاظ.
وفسرها ابن أبي الحديد بقوله([5]): بعد تعريفه للنمرقة بالضم فيها وسادة صغيرة ويقال للطنفسة فوق الرحل نمرقة،  والمراد بها،  أن آل محمد (عليهم السلام) هم الأمر المتوسط بين الطرفين فكل من جاوزهم فالواجب أن يرجع إليهم،  وكل من قصر عنهم فالواجب أن يلحق بهم ومنه قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}([6]).
واعتمدها ابن العربي (ت638هـ) في تفسيره {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}([7]).
قال أمير المؤمنين (عليهم السلام) نحن النمرقة الوسطى، بنا يلحق التالي وإلينا يرجع الفالي، فيأمرون المقصر بالمعروف الذي يوصله إلى مقام التوحيد ويفهمون الفالي المحجوب بالجمع عن التفصيل وبالوحدة عن الكثرة([8]).
وقول الإمام علي (عليه السلام) يتماشى مع قوله (الطريق الوسطى هي الجادة)([9]) وفيما روى في التوسط أحسن من قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): عليكم بالنمرقة الوسطى،  قال حكيم الشعراء:
عليكَ بالقصد فيما أنت فاعلُهُ                     إن التحلّقَ يأتي دونَهُ الخُلُقُ([10])
والقول فيه توجيه للناس بالاعتماد عليهم في أحكام الدين الإسلامي لشدة خوفه عليه السلام من الانحرافات من جادة الصواب وعن الإفراط والتفريط)([11]).

الهوامش:
([1])- أبو هلال العسكري: جمهرة الأمثال، 1/20؛ نهج البلاغة، 4/36.
([2])- عيون الأخبار 1/327 (كتاب السؤدد).
([3])- تاريخ اليعقوبي، 2/152.
([4])- المجالس، ص3.
([5]) شرح النهج، 18/273.
([6])البقرة : الآية: 143.
([7]) البقرة: آية 143.
([8]) ابن العربي: محي الدين ابن العربي (ت638هـ) تفسير ابن العربي، صححه: عبد الوارث محمد، دار الكتب العلمية، 2000م،  ص140.
([9]) الميداني: مجمع الأمثال، 1/419.
([10]) ابن أبي الحديد: شرح النهج 1/35، لم أقف على قول الشاعر.
([11]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 234-235.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2719 Seconds