تزامنا مع حلول أعظم مصائب التاريخ مصيبة عاشوراء، التي قتل فيها التوحيد، صدر عن مؤسسة علوم نهج البلاغة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة كتاب (اغتيال التوحيد في ضوء الانثروبولوجيا العقدية والبنائية الوظيفية لخطاب الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء).
اشتمل الكتاب على فصلين يسبقهما تمهيد وتعقبهما خاتمة تضمنت نتائج الدراسة؛ وقد احتوى كل فصل على مباحث ومسائل خصصت لدراسة المتغيرات المفاهيمية في المجتمع الإسلامي في مرحلتين:
المرحلة الأولى: ضمن الفصل الأول التي ابتدأت بتشخيص أدوات اغتيال التوحيد في المعطيات القرآنية والنبوية. ودراسة المتغيرات المفاهيمية لعقيدة التوحيد في (مقدماته ونتائجه). أما المبحث الثاني: فقد اشتمل على دراسة الأنماط والإجراءات التي اتخذتها الحكومة وتحديدًا إجراءات الأول والثاني التي سميت وعرفت (بسنة الشيخين) أو (سنة العمريين) وأنساقها الثقافية والاجتماعية في خلق البيئة الفكرية والاجتماعية لعملية اغتيال التوحيد.
والمرحلة الثانية: وهي ضمن الفصل الثاني وقد خصصت لدراسة اغتيال التوحيد في المعطيات الأنثروبولوجيا الثقافية ونظرية الأنساق العامة أو كما تعرف بــ: (النظرية البنائية الوظيفية) وقد اشتمل الفصل على ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول: التثاقف من الداخل وهيمنة الأنساق الثقافية لسنة الشيخين عند اصطدامها مع إجراءات الإمام علي (عليه السلام) في توليه الأمر والبدء بعملية إصلاح الحكومة الإسلامية والرعية. وتناول المبحث الثاني: الأنساق الفكرية للانقضاض على فكر التوحيد في حقل الأنثروبولوجيا العقدية التي اتخذتها السلطة الأموية من العام (40هـ) إلى العام (61هـ) واكتمال المفهوم الجديد للتوحيد لدى السلطة، والتثقيف عليه بين المسلمين بعد أن انتفعت السلطة الأموية من التأصيل لهذا المفهوم ضمن إجراءات العمريين وسنتهما في الإسلام. أما المبحث الثالث فكان لمحددات النظرية الوظيفية وإجراءات الأنساق الاجتماعية لخطاب الإمام الحسين (عليه السلام) في اغتيال التوحيد، فقد أظهر النص الشريف هذه المحددات للنظرية الوظيفية ضمن أنساقها الثلاثة (نسق الثقافة، ونسق الشخصية، والنظام الاجتماعي أو النسق الاجتماعي)، وختم الكتاب بخاتمة لما توصل إليه من نتائج وتوصيات.