نبذة عن الكتاب:
تناولت الدراسة الحديث النبوي الشريف: «هي لك يا علي لستَ بدجال» والمخصوص في أمر زواج الإمام علي وخطبته لبضعة النبوة فاطمة (عليها السلام).
وقد اجتهد بعض أعلام أهل السُنّة والجماعة في التعامل مع الحديث في محورين، الأول: قراءة الحديث على الرفع، فقرأ: (لستُ) بغية توجيه المعنى إلى غير وجهته، وصده عن قصديته، وبيانه في منع النبي (صلى الله عليه وآله) ورده لمن تقدم لخطبة بضعته (عليها السلام)، وتنزيه ساحتهم وشخوصهم من صريح لفظ النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو: الدجل. والأمر الثاني: القدح في راوي الحديث (موسى بن قيس الحضرمي)، والتنكيل به وشتمه بلفظ (حمار أهل النار) -والعياذ بالله- بغية رد الحديث وحجب آثاره العقدية، وصرف ذهن القارئ عنه، فضلاً عن كاشفيته عن تأصيل منهج السلطات التي توالت على الحكومة الإسلامية في التعامل مع رواية الحديث النبوي أو الراوية التاريخية والسِّيَريَّة، والهدف هو: تدعيم مشروع خلافة السقيفة ومحاربة مشروع الخلافة الإلهية والنبوية بشتَّى الوسائل والإمكانات.
وعليه:
فقد اشتملت الدراسة على فصلين ومجموعة من المباحث والمسائل: فكان الفصل الأول مخصص لمصطلحات الدراسة ومناهلها المعرفية، وقد اشتمل على خمسة مباحث لبيان مقتضيات الدراسة، في معنى مصطلح إفراغ السجال ومفهومه، ومعنى المقاصدية ومفهومها، ومعنى مصطلح النسق الثقافي ومفهومه، ومعنى السنة ومفهومها، ومشكلة الدراسة ونوعها.
أما الفصل الثاني، فقد خصص لدراسة صدور الحديث النبوي الشريف ومجرياته وعلة صدوره، وقد اشتمل على ثلاثة مباحث، الأول: في تنافس الصحابة لخطبة البضعة النبوية (عليها السلام) وإعراض النبي (صلى الله عليه وآله) عن الخاطبين لها، والمبحث الثاني: فقد خصص لدراسة سجال أعلام أهل السُنّة والجماعة في دلالة الحديث النبوي وقصديته؛ والمبحث الثالث: في دراسة الأنساق الثقافية التي تحكمت في كتابات أعلام أهل السُنّة والجماعة وبيان آثارها على الفكر والثقافة العامة.