نبذة عن الكتاب:
إن الهدف من هذه الحلقات البحثيّة هو: رسم صورة تنبض من خلال فِكر الإمام عليّ (عليه السلام) وفلسفته للإنسان والحياة بهذه النظرة الثاقبة (خليفة)، وبهذه الروح المتواضعة (إمام)، نحاول أن نتحدّث عن الإمام عليّ (عليه السلام) الذي كان ولا يزال تلك الصورة الحيّة الأصيلة المشرِقة للإسلام.
كيف جمع الإمام عليّ (عليه السلام) بين هاتين الصورتين: السيادة والتواضع وبين القوّة والرحمة، وبين إمام وخليفة، وبين اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدًا، وبين إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخَلق؟
هذه النظرة الفلسفيّة العميقة للإنسان والحياة جعلت من ابن أبي طالب عليًّا، وسِرَّ الأنبياء والمرسلين، وسيّدَ الأوصياء والصدِّيقين. بهذه النظرة أصبح الإمام عليّ (عليه السلام) سيّدَ القوم، مُحبّ الشهود، ومحبوب المعبود، باب مدينة العلم، وراية المهتدين، وزين العارفين، وإمام السائرين والعادلين، وأعظمهم حلمًا وأكثرهم علمًا.