يرتكز مفهوم التثاقف بحسب التعريفات على تأثير الاتصال والاحتكاك والتفاعل بين الثقافات، وان محاولت (مايرز هيرسكوفيتش) في اعطاء مفهوم جديد يسمح بوجود ثقافة متغيرة لها ظواهرها الناتجة عن الاتصال المستمر والمباشر بين مجموعات من الافراد ذوي الثقافات المختلفة فضلا عن التغيرات في الثقافات الأصيلة للمجوعتين أو لواحدة منها ـ محاولة ـ غير موفقة؛ وذلك إن مفهوم التثاقف حينما يدرس التحولات الثقافية في المادة التاريخية في المجتمع الواحد كما حدث في عينة الدراسة هذه، اي التغيرات الثقافية في المجتمع الاسلامي ما بين وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستشهاد الامام الحسين (عليه السلام) عام61هـ لوجد الانثروبولوجيون ان هذه العينة تؤسس لمفهوم جديد للتثاقف، وهو: تفكيك الثقافة الاصيلة بالثقافة الحاكمة وتذويبها وقولبتها بمظهر جديد يكون مغايراً في أصوله وفي فروعه للثقافة الاصيلة واكساء مظاهرها الخارجية بالتوحيد لتغرير حملة الثقافة الاصيله بانهم على هويتهم التي أتسموا بها.
ومن ثم لتشهد المثاقفة او التثاقف نمطاً أجرائياً فريداً في تاريخ الثقافة والبناء الفكري للإنسان وهو (التثاقف من الداخل) ولعل ما أخرجه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه من تخوف النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) من فتنة بعض الصحابة على الامة أكثر من تخوفه من فتنة الدجال التي ترتكز في مفهومها واجراءتها الثقافية والانثروبولوجية بتغليب الثقافة الوافدة وهيمنتها على الثقافة الأصيلة هو من أجلى المصاديق التي كشفها النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) عن حال الأمة من بعده فقد اغتيل التوحيد بانساق توحيد الخلافة، فكم من قاتل ومقتول يرددان: اللهُ أكبر.