من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله: ((إذا قَدَرْتَ عَلى عَدُوّكَ فَاجْعَل العَفْوَ عَنْهُ شُكْرَا لِلقُدْرَةِ عَلَيهِ))

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله: ((إذا قَدَرْتَ عَلى عَدُوّكَ فَاجْعَل العَفْوَ عَنْهُ شُكْرَا لِلقُدْرَةِ عَلَيهِ))

12K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 20-09-2020

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((إذا قَدَرْتَ عَلى عَدُوّكَ فَاجْعَل العَفْوَ عَنْهُ شُكْرَا لِلقُدْرَةِ عَلَيهِ))
الدعوة إلى العفو عند المقدرة والتسامح، والترغيب إلى إشاعة الوئام والائتلاف، وإن ذلك كله يقوم على ركيزة نبذ الأحقاد وعدم متابعة الأهواء، خاصةً وإنّ الظفر بالعدو، أو مطلق الخصم، يسيطر على منافذ التفكير، فلا يرى الظافر إلا نفسه، ولا يسمع إلا نداء العاطفة، وهو أن: هذه ساعة طالما طلبتَها وتمنّيتَها، فلا تفوّتها، وانتصر منه، وتغلّب عليه، كما تغلّب عليك، لكنّ العاقل لا يستجيب لهذا النداء، ويتركه جانباً، بل يتقدم بثقةٍ إلى التصافي والتسامح، والتغافل عن الإساءة مهما عظمت؛ لأن الإصرار على التشفي والانتقام والثأر، موجبٌ للندم؛ حيث يتحكم الهوى ويؤثر على القرار، فيتنازل الإنسان عن الـمُـثُل والقيم، ويفقد سيطرته على نفسه، ثم لينعكس ذلك على تقييم غيره له، فيخـسر رصيدًا مهما.
وليس في هذا تشجيع على الاستسلام والاستخذاء، بل هو حثّ على ضبط النفس؛ لأن لحظة الانتصار والظفر، مما يتمناها كل مظلوم أو مضطهد، ولكن يجب ألا ينسى أنّ ذلك بفضل الله سبحانه ونعمته، ولا بد للنعمة من أن تشكر، ومن المؤكد أنّ الشكر أولى من إظهار الشماتة والتنكيل والتبكيت؛ فبالشكر يُكتسب رضا الله، ويحتمى من النار؛ إذ التجاوز والاعتداء ظلمٌ، وهو قبيحٌ عقلاً وحرامٌ شرعاً([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي (عليه السلام)، لمحمد صادق السيد محمد رضا الخرسان: ج1، ص65.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2859 Seconds