بقلم: الشيخ محسن علي المعلم
((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))
أما بعد:
لقد اقتضت الحكمة الإلهية واللطف الرباني هداية الخلق وسوقهم إلى الحق بإقامة من اصطفاهم الله بعينه واصطنعهم لنفسه مربِّين لعباده ومرشدين لبريته.
وكان نبي الإسلام خيرة الخيرة وصفوة الصفوة المنتجبة نبراس الحق ولسان الصدق وميزان العدل والصراط المستقيم كلمة الله الحسنى ومظهر صفاته العليا والكمال المجسد، ونموذج التربية الإلهية.
المقام الأجل للنبي الأكمل عند خالقه ومرسله:
وقد ترجم الله حبيبه في كتبه المنزلة على رسله، وبشرهم برسالته ونعت لهم خلاله وخصاله، كما أفاض في حديثه عنه في قرآنه العظيم وذكره الحكيم معجزته الكبرى وسفر الحياة والخلود مظهر إعجازه وقدرته في التشريع والتدوين كما محمد مظهر إعجازه وقدرته في التكوين.
وأعظم بجلال محمد أن يوليه بارئه عنايته الفذة فينشر مدحته، ويسبغ عليه من صفاته، ويقرن محبته بطاعته، ويجعله أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
فهذه آيات الله في قرآنه وحديثه عن حبيبه ومصطفاه -صلوات الله وتسليماته ورحماته وبركاته عليه وآله- ممثلة جميل خلاله وشريف خصاله وطيب سريرته وكمال سيرته.
الرحمة الواسعة:
الآية الأولى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[1].
الآية الثانية:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ}[2].
اللطف والحنان:
الآية الثالثة:
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}[3].
الصلاح والإصلاح:
الآيات الرابعة والخامسة والسادسة:
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[4].
الدعوة إلى الصدق:
الآية السابعة:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}[5].
الولاية والقيمومة:
الآية الثامنة:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}[6].
الآية التاسعة:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}[7].[8].
الهوامش:
[1] سورة الأنبياء /107.
[2] سورة آل عمران /159.
[3] سورة التوبة /128.
[4] سورة الأعراف /156-159.
[5] سورة الأحزاب /45-46.
[6] سورة الأحزاب /6.
[7] سورة الأحزاب /36.
[8] لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص 53-56.