بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
يستفاد من سياق الحكمة إرادة الأصدقاء والأصحاب من (الإخوان) وليس الإخوان الذين يجمعهم مع الإنسان صلب ورحم وان كانوا داخلين تحت العموم إلا أن الانصراف لأولئك.
فالدعوة إلى اتخاذ قاعدة ينفع السير عليها في العلاقات الاجتماعية وما تفرضه من مجاملات وآداب تختلف باختلاف الأزمان والبلدان والأعراض والمناطق، قد ترهق الإنسان بقيودها والتزاماتها وما تحتمه من حالات الضيافة أو غيراه مما يحتاجه الصديق وتكلفه المال أو المواقف.
وبعبارة أخرى على الإنسان أن يترسل ولا يشق على نفسه ولا يتكلف أمراً غير ميسور له بل يسير بحيث لا يخل بالطرف الآخر ولا يجهد نفسه؛ لان العلاقة الصحيحة ليس من مقتضياتها التكلف وطلب غير المقدور بل مبنية على السهولة والإغضاء عن التقصير إن وجد وترتيب العذر – لو أمكن – فإذا ابتلي الإنسان بمن يثقله بالكلفة الزائدة والاهتمام المبالغ فيه والمحافظة على رضاه بالشكل الخارج عن المتعارف فذلك إنسان سلبي لا يستحق الصحبة وإقامة العلاقة الودية معه.
وأحسب أننا لو التزمنا بهذه الحكمة وحاولنا السير على موجبها فستقل حالات فشل العلاقات الاجتماعية بشكل ملحوظ؛ لأن الذي يؤثر سلباً على العلاقات هو التكلف والتصنع فيها فإذا استبعدنا ذلك فالنتيجة وجود إخوان للإنسان ليساعدوه على نوائب الدهر، ويجد فيهم أصدقاء أوفياء مخلصين يحس ذلك من مواقفهم وعواطفهم.
إذن فالدعوة إلى استبعاد كل ما يعرقل مسيرة الصداقة والتقاليد المثقلة لكاهل الصديق[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 196-197.