من أخلاق الامام علي قال عليه السلام قوله عليه السلام (الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر عما تحب)

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الامام علي قال عليه السلام قوله عليه السلام (الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر عما تحب)

23K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 01-10-2022

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد:
إنّ الصبر من الأمور الواضحة المعنى جماهيرياً، المجهولة القدرة، الصعبة الحصول والتطبيق، لأن الإنسان لوجود بعض القوى المحركة للغضب والمثيرة نحو الانتقام تقل لديه فرصة التجلد وضبط النفس وعدم الشكوى مما ألم به من نوائب الدهر، بل يستثار بسرعة وتتأجج بداخله شعلة حب الانتصار والإرغام للخصم فلا يصبر وهذا بشكل عام.
وقد ورد في القرآن الكريم ما يحث على الصبر في عدة من الآيات المباركة[1]، وأيضاً ورد في السنة النبوية الشريفة[2] ما يعزز الأمر ذاته بما يدعم الفكرة لتترسخ لدى المسلمين فلا يتعرضوا لحالات الضعف والاهتزاز بما يطور الوضع إلى مالا تحمد عاقبته ومالا ترضى أواخره.

ولما كان حصول الصبر بالحالة الثابتة لدى النفس بحيث لا يجد الإنسان كثير معاناة لو أراد التحلي به كانت الدعوة إلى بيان الصبر وانه في موقفين:
الموقف الأول: عندما يواجه الإنسان حالة يكرهها ولا يريد الدخول في تفاصيلها، وللكراهة هذه أسباب تختلف باختلاف الزمان والمكان والحالة والخصوصيات الأخرى التي تترك آثاراً على الحالة بحيث يكرهها الإنسان. فإذا أرغم الإنسان نفسه على التحمل وتمرير الحالة وتجرع الآلام النفسية وغيرها – أحياناً- بما يحقق معنى الصبر، يفوز بما وعد الله تعالى به الصابرين من ال اجر والمثوبة والبشرى و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} .

الموقف الآخر: عندما يكون الإنسان في خيار بين أن ينفتح على ما يحب فيحصل له ما يتمنى ويحب، أو يصبر عن ذلك ليحوز على رضا ربه تعالى أو من أمر بمداراته كالأبوين مثلا أو غيرهم، فإذا تغلب على هواه وعزف عن مراده وما يحبه وحاول التعامل مع مالا يرغبه تحقيقا لرغبة المأمور بمداراته فسوف ينال أجر الصابرين ويكون في درجتهم يوم القيامة.
وقد بين عليه السلام أن الصبر إنما هو في هذين الموقفين، فإذا صبر الإنسان فيهما على ما يكرهه، وعما يحبه ويرغبه فهو الصابر حقاً الذي وعد بكل خير[3].

الهوامش:
[1] قد ورد الترغيب على الصبر وبيان مزاياه في عدة من الآيات المباركة منها:
1- {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} . (البقرة – 153).
2-  {وبَشرّ الصَّابِرِينَ}. (البقرة- 155).
3- {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}. (النحل- 126).
[2] قد ورد الحث على الصبر في الروايات الشريفة عن النبي وآله صلوات الله عليهم اجمعين منها:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان استطعت ان تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب فان مع العسر يسراً، ان مع العسر يسراً. (الوسائل ج11/ص 209/ ح4).
2- عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية قال: إلق عنك واردات الهموم بعزائم الصر، عود نفسك الصبر فنعم الخلق الصبر، واحملها على ما أصابك من اهوال الدنيا وهمومها (الوسائل ج11/ ص 208/ ح3).
3- عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: الصبر رأس الايمان. (اصول الكافي ج2/ باب الصبر1). وينظر صحيح البخاري ج8/ ص 31. وأيضاً الترغيب والترهيب من الحديث الشريف للحافظ زكي عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ج4/ ص 274 إلى ص302).
[3] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 201-204.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2768 Seconds