الأخلاق من نهج البلاغة: الدنيا والاتعاظ بمن ركن إليها

سلسلة قصار الحكم

الأخلاق من نهج البلاغة: الدنيا والاتعاظ بمن ركن إليها

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 15-10-2022

بقلم: الشيخ محسن علي المعلم

((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))

وبعد:
قال عليه الصلاة والسلام:
«فَلْتَكُنِ الدُّنْيَا أَصْغَرَ في أَعْيُنِكُمْ مِنْ حُثَالَةِ الْقَرَظِ[1]، وَقُرَاضَةِ الْجَلَمِ[2]، وَاتَّعِظُوا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ؛ وَارْفُضُوهَا ذَمِيمَةً، فَإِنَّهَا قَدْ رَفَضَتْ مَنْ كَانَ أَشْغَفَ بِهَا مِنْكُمْ»[3].
ويوقفنا بيان هديه عليه السلام على أمور:

الأول: ينبغي للكيِّس أن ينظر الدنيا حقيرة صغيرة فهي لا خير فيها كالساقط من كل ذي قشر، وإن نفع فما هو إلا كورق السلم أو ما يدبغ به من ثمر السنط!
وما هي إلا ما يتساقط من صوف إذا اعمل فيه مقراض جزه.
الثاني: أن دراسة حياة من سقطوا في حب الدنيا أعظم معتبر فليربأ العاقل بنفسه ان يقع فيما وقعوا فيه، وليصن نفسه أن يعتبر به غيره.
الثالث: وما دامت حقيرة فلترفض فإن من هام بها أردته، ومن شغف بها تركته، فلا تكافئ المستهام بحبها الا تنكراً، وكلما أوغل في التعلق بها ازدادت عليه تمرداً وانقلاباً.) [4].

الهوامش:
[1] الحُثالة: القشارة وما لا خير فيه، وأصله كل ما يسقط من كل ذي قشر.
القَرَظ: ورق شجر السلم أو ثمر السنط يدبغ به.
[2] الجَلَم: مقراض يجز به الصوف، وقراضته: ما يسقط منه عند القرض والجز.
[3] خ32 /76.
[4] لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص104 – 105.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2460 Seconds