بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
الدعوة إلى السيطرة على النفس، وعدم الاغترار بإقبال الدنيا أو الحظ أو الجاه، أو النجاح في ميدان من ميادين الحياة العلمية أو العملية؛ لأن ذلك العجب واستعظام الحالة التي هو فيها، يؤثر سلباً على التواصل والازدياد، بينما الإنسان مدعو إلى تقديم المزيد والبرهنة على الكفاءة بما هو أكثر وأكثر، إذ عجلة الحياة سائرة متحركة دوماً بالناس فلم تتوقف ليعرف أحد أن ما قدمه أفضل مما قدمه الآخرون بل هناك الأفضل دائماً. فلا بدا أن لا يرضى الإنسان العاقل عن نفسه بما يحدد نموه ويعرقل مسيرته الإبداعية في الحياة، وإلا لكان إعجابه بنفسه من جملة الحاسدين له الذين يحاول بل ويزاول التعوذ منهم أو التستر عنهم لئلا تزول النعمة التي هو فيها، فإن الحاسد يتمنى زوال نعمة الغير مما يعني توقف الغير وانقطاع النفع عنه وتعطله وتعرضه للمشكلات الجانبية جراء زوال النعمة، فهذا الدور للحاسد يؤديه نفس المعجب بنفسه فأنه يأخذه الخيال حيث النشوة والشعور بالإنجازات العظيمة مع انه لابد من وجود من قريب إليه أو بعيد عنه ممن أنجز ما هو أعظم، إذن توقف هو وتقدم غيره. وعندها يكون قد ساعد ذلك على زوال نعمة الإبداع وتقديم المزيد، وهذا ما يحدده ويحجمه فلا ينمو، ولا يتفاعل مع حركة الحياة فيخمل ويتضاءل تدريجاً، وتلك نتيجة يتحاشاها العاقل[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص221-222.