بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
الغيبة من الأدواء التي تكثر في أغلب المجتمعات وخصوصاً تلك التي يتوقع فيها الالتزام ومزيد التحفظ، وهي – الغيبة – مفسدة لأخلاق الفرد ومضرة به ومخلخلة لكيان المجتمع؛ إذ تلقي بذرة الحقد والضغينة فتنشأ العداوات والمهاترات الأخرى التي تضر بجميع الأطراف.
وقد جاءت دعوة الإمام عليه السلام إلى التخلي عنها لأن الذي يركن إليها ويستعين بها إنما هو غير القادر على المواجهة والعاجز عن المدافعة وأما القادر على ذلك فيلجأ إلى الحوار والمناقشة البناءة بما يقنع الطرف الآخر ويصحح له الحال.
وأما ترك الأمر والالتجاء إلى ذكر العيوب فإنما يدل على ضعف النفس وعدم قدرتها على المواجهة وهذا ما يشكل خللاً في التوازن الشخصي للإنسان ومن ثم للمجتمع بما أن الفرد نواة لتكوين المجتمع. فينشأ جيل يستعينون على أمورهم بنشر معايب الخصوم و الأخذ بطرق السلبيات وهذا ما يتخوف منه؛ إذ قد يستجر الإنسان إلى النسبة الباطلة للطرف الآخر وهو ما يدخل تحت عنوان الكذب، البهتان...، وهو مما يعاقب عليه بالنار فهو إذن من قسم الذنوب الكبائر فضلاً عن أن الغيبة بنفسها من قسم الذنوب الكبائر.
ولو تصورنا مجتمعاً خالياً – ولو نسبياً – عن الغيبة لأمكننا الحكم بانه مثالي ومتحضر ولابد من السعي إليه أو التخلق بمثل اخلاقه الفاضلة هذه[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص238-239.