بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
الدعوة إلى الرضا بالميسور والاكتفاء بالموجود وعدم اللهفة وراء المفقود؛ لأن التعود على القناعة يهيئ عند الإنسان قاعدة صلبة يستقبل عليها كل ما يطرأ من متغيرات الأحوال: الفقر، الغنى، الصحة، المرض، الوجاهة الاجتماعية عدمها، الولد، فقده، لكن المقصود هنا بالذات هو تعويد النفس على الرضا بالمقسوم لأن ذلك يوفر له راحة دائمة تقوم مقام المال في أحيان كثيرة ولو من حيث الحالة النفسية ليطمئن من الداخل ولا يقلق لعدم وجود المال لتمشية لوازمه الحياتية بل يكتفي بالموجود ويبرمج وضعه الاقتصادي ومستواه المعيشي وفق ذلك وحتماً سيصل إلى الكثير مما يريد عن طريق ذلك المال الباقي بما يحتفظ به من رصيد معنوي داخل النفس والناشئ من الإيمان الكامل بجدواه كحل للحالة المعاشة، بينما لو كان ممن لديه المال وينفق منه فلابد من نقصه تدريجاً والوصول إلى الرقم الأقل وهكذا حتى تصل الحالة – أحياناً معينة – إلى الإفلاس أي نفاد المال وانتهاؤه.
إذن فلابد لنا من القناعة لأنها تخدمنا من حيث نشعر أو لا نشعر وتجعل من حياتنا فرصة عيش مريح بدون قلق وتحسبات مزعجة[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص253-254.