بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
وعد بأن الذي يصبر على نوائب الدنيا بمختلف أشكالها وأبعادها المؤلمة سيصل إلى مطلوبه ولو بعد حين فلا يبتئس لطول المدة ولا يظنن أنه من المنسيين بل عين الله ترعاه، وقد سجل في قائمة المظلومين الذي تكفل الله تعالى بنصرتهم ولكن بشرط التسليم والانتظار، لما يجهله من مصالح تخفى على مستواه الفكري لأنه محدود الأفق مهما كان مفكراً ويزعم لنفسه أفقاً واسعاً. فإذا جاء الوقت المناسب سيتمكن من المرام وتتحقق كل المنى والأماني فعليه أن لا يجزع ولا يتجاوز حدود الأدب في التعامل مع الله تعالى.
وهذا وعد وضمان من عاقل مجرب فضلاً عن كونه تلميذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فعلينا أن لا نتجاوز مرحلة العبودية في تحركاتنا اليومية ضمن إطار الحياة فنجزع ونعترض ونريد إنجاز كل شيء سريعاً ونرغب بإنزال العذاب فيمن آذانا لأن لكل شيء حد لابد من بلوغه حتى يكون في محله المناسب)([1]).
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 305-304.