شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (60) قال عليه السلام: إِذَا لَمْ يَكُنْ ما تُريدُ، فلا تُبَلْ كَيْفَ كُنْتَ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (60) قال عليه السلام: إِذَا لَمْ يَكُنْ ما تُريدُ، فلا تُبَلْ كَيْفَ كُنْتَ

355 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 20-04-2025

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:

قال عليه السلام: إِذَا لَمْ يَكُنْ ما تُريدُ، فلا تُبَلْ كَيْفَ كُنْتَ([1])

(تبل وتبال): مثل (تكن وتك)، حيث يمكن حذف حرف العلة عند الجزم. ومعنى (لا تبل): لا تبالي ولا تهتم. وقد جاء في الحدائق: (فلا تبل: أي لا تبال، حذفوا الألف تخفيفا لكثرة الاستعمال كما حذفوا الياء من (لا أدر) والنون من (يك)، لأن الأصل (لا أدري، ويكن).

والمعنى المستفاد يبدو فيه بعض الغموض، وقد أكد ابن أبي الحديد ذلك، إذ قال: (قد أعجم تفسير هذه الكلمة على جماعة من الناس... وقالوا لا معنى لقوله (فلا تبل كيف كنت) وجهلوا مراده، ومراده إذا لم يكن ما تريد فلا تبل بذلك... ولو وقف على هذا لتم الكلام... لكنه تمم وأكد فقال كيف كنت). ومع ما ساقه ابن أبي الحديد، فإن ما ورد في شرح البحراني قريب من هذه الدلالة: (ومفهوم هذه الكلمة النهي عن الاهتمام والأسف على ما لم يقع من الأمور المطلوبة).

وفي ما له صلة بالرواية، فإن ما ورد في شرح البحراني والمصباح يعد وجها روائيا واحدا، لأن الشرحين للبحراني)([2]).

الهوامش:
([1]) وردت في العيون ص 135: (فلا تبال)، وفي شرح البحراني 5/ 273: (ما كنت) بدلا من (كيف كنت)، ومثله في المصباح ص593.
ووردت بلفظ المتن في: الحدائق 2/616، وشرح الغرر 3/ 136، والمنهاج 3/280، والترجمة 2/439، وشرح ابن أبي الحديد 18/ 215.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص80

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3136 Seconds