نبذة عن الكتاب:
إنّ من البداهة بمكان أنْ تنال مرحلةُ الطفولة عنايةً بالغةً في الديانات والثقافات الإنسانيّة فضلًا عن العلوم النفسيّة والتربويّة والاجتماعيّة؛ وذلك لمَا تُشكِّلُه هذه المرحلة من ركيزةٍ أساسيّةٍ في تحديد شخصيّة الإنسان.
ومن أجل الوصول إلى النتائج الصحيحة والمثمرة في تكوين شخصية الإنسان عبر مرحلة الطفولة، فقد مازجت الدراسةُ - التي بين أيدينا - فيما بين العلوم والمعارف التي زخر بها بيتُ عليٍّ وفاطمةَ (عليهما السلام) في عالم الطفولة وما تعلّق به من أصولٍ في النموِّ النفسيّ والبدنيّ والتربويّ والإدراكيّ، وبين ما تفرّع من العلوم النفسيّة المعاصرة كعلم نفس الطفل، وعلم نفس النموِّ، وعلم النفس التربويّ، وهو منهج جديد في المقاربات المعرفيّة، بين هذه العلوم المعاصرة، وبين علوم بيت النبوّة مُمثَّلًا ببيت علي وفاطمةَ (عليهما السلام).
وذلك بوصفهما ممَّن اجتباهما اللّهُ تعالى واصطفاهما بالعصمة، فضلًا عن كونهما مظهرًا لعلم النبوّة الذي أودعه سيّدُ الخلق (صلّى الله عليه وآله) فيهما، فكان متابعًا ومؤسِّسًا ومبيِّنًا لأصول وقواعد نموِّ الطفل ونشأته وتعليمه وتربيته، وذلك عبر ولَدَيه وريحانتيه من الدنيا الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) كما سيمر عبر عَيِّنة الدراسة.