شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (73)

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (73)

609 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 08-11-2025

 قال عليه السلام: مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وبَيْنَ النَّاسِ ومَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنيَاهُ، ومَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ واعِظٌ كَانَ عَليهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ
بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:
قال الإمام علي (عليه السلام):  مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ، أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وبَيْنَ النَّاسِ. ومَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتَهُ، أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنيَاهُ، ومَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ واعِظٌ كَانَ عَليهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ([1])
حافظ: أي بتقواه. جاء في شرح البحراني: أن (إصلاح ما بينه وبين الله بتقواه المستلزم لرضاه، ولما كان من تقواه إصلاح قوتي الشهوة والغضب اللتين هما مبدأ الفساد بين الناس ولزوم العدل فيهما كان من لوازم ذلك الإصلاح إصلاح ما بينه وبين الناس، ومن لوازم إصلاح أمر الآخرة عدم مجاذبة الناس دنياهم والكف عن الشره فيما بأيديهم منها، وذلك مع مسالمتهم ومعاملتهم بمكارم الأخلاق التي هي من إصلاح أمر الآخرة، مستلزم انفعالهم وميلهم إلى من كان كذلك أقبال عليه بالنفع والمعونة وكف الأذى وبحسب ذلك يكون صلاح دنياه).
 روى المفيد (413 هـ) الحكمة مسنداً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام): (كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا ثلاثة ليس معها رابعة من كانت الأخرة همته كفاه الله همه من الدنيا ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح فيما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله فيما بينه وبين الناس)([2]) وفي ما يخص الرواية، فإن حذف حرف الجر (من) من جملة (كان عليه من الله حافظ) يحول الدلالة إلى معنى آخرهُ أن الله سبحانه هو الحافظ عليه لا أحد من مخلوقاته)([3]).

الهوامش:
([1]) وردت في العيون ص 457 جملة (من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه) فقط، ومثله في شرح الغرر 5/277. ورويت في المنهاج 3/289، وفي الترجمة 2 /446: بدون حرف الجر (من) الوارد في نهاية الحكمة. ورويت بلفظ المتن في: شرح ابن أبي الحديد 18/242، وشرح البحراني 5/285، والمصباح ص 598.
([2]) الخصال: ص 129.
([3])لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص92.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.0969 Seconds