شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (75) قال: إِنَّ هَذهِ القُلوبُ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الأَبْدانُ، فَابتَغُوا لَها طَرائِفَ الحِكَمِ

84 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 03-12-2025

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:
قال الإمام علي (عليه السلام):  إِنَّ هَذهِ القُلوبُ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الأَبْدانُ، فَابتَغُوا لَها طَرائِفَ الحِكَمِ([1])
ورد في المصباح: (طرائفها: لطائفها، وغرائبها)، وكذلك ورد هذا المعنى في شرح البحراني، وورد في الدستور أن المقصود بطرائف الحكم: (الحكم الحسنة اللطيفة). وفي الحدائق أن طرائف الحكم هي (مستحدثاتها). وقال ابن أبي الحديد في شرحه: (لم يرد نقلها إلى الفكاهات وإنما الأمثال الحكمية الراجعة إلى الحكمة الخلقية كالصبر والشجاعة والزهد والعفة وذم الغضب والشهوة والهوى مما يرجع إلى سياسة الإنسان نفسه وولده) وفي شرح الغرر: الطرائف: هي الحكم والحقائق والمعارف الجديدة.
وورد في الحدائق أن طرائف الحكم: أي مستحدثاتها، ولم يرد بالحكمة هنا، الفكاهات والملح بل أراد (الامثال الحكيمة الراجعة إلى الحكمة الخلقية كالصبر الشجاعة والزهد والعفة وذم الغضب والشهوة والهوى وما يرجع إلى سياسة الإنسان نفسه وولده))([2]).

الهوامش:
([1]) رويت في الدستور ص23 بلفظ: (إن القلوب تمل...،... طرائف الحكمة )، وكذلك في المنهاج 31/290، وفي أعلام النهج ص296، والترجمة 2/ 491، وفي شرح ابن أبي الحديد 18/246، وشرح البحراني 5/286، والمصباح ص599.
ورويت بلفظ المتن في: العيون ص152. والحدائق 2/ 625، وشرح الغرر 2/544.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص94.