سَلَام مَكِّيّ خضَيَر الطَّائِيّ
الحمد لله رب العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الأنبياء والمُرسلين، أبي القاسم مُحَمَّد وآله الطَّيبين الطَّاهِرِين، واللعن الدَّائم على أعدائِهم إلى قيام يوم الدِّين...
أمَّا بعد...
فإن الأوصياء (عليهم السَّلَام) بعد النَّبي الأكرم مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآله) اثنا عشر إمامًا، وهم الأئمة والحجج المعصومون، فكان أولهم الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) وبعده ولديه الحَسَنَين (عليهما السَّلَام)، واحدًا تلو الآخر، سبطي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، من ابنته السَّيِّدة فاطمة الزَّهرَاء (عليها أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، وبعدهم التّسعة المعصومين من أبناء الإمام الحُسَين (عليه السَّلَام أجمعين).
فكلّ وصيّ وإمام منهم (عليهم السَّلَام)، كان له دوره في إدارة شؤون الأمة الشرعية وغيرها، إلى أن يأتي دور الوصي والإمام الذي يليه بعده، إلى أن وصل دور الإمام منقذ البشرية من الظّلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهداية، وهو الإمام المهدي المنتظر (عجَّل الله تعالى فرجه الشَّريف).
حياته (عليه السَّلَام) الاجتماعيَّة:
اسمه (عليه السَّلَام) الشريف ونسبه: هو: مُحَمَّد المهديّ، بن الحَسَن العسكريّ، بن عَلِيّ الهاديّ، بن محمد الجواد، بن علي الرِّضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصَّادِق، بن مُحَمَّد الباقِر، بن علي السَّجَّاد، بن الحُسَين الشَّهِيد، بن عَلِيّ بن أبي طالب (عليهم السَّلَام)[1].
أمَّا أُمّه (عليه السَّلَام)، فهي: ريحانه ويقال لها: (نرجس) ويقال لها: (صقيل) و(سوسن) وقيل: (مريم بنت زيد العلوية رضوان الله تعالى عليها)[2].
ولادته (عليه السَّلَام) المباركة:
ولد (عليه السَّلَام) في العراق بمدينة سامرَّاء يوم الجمعة ليلًا، وقيل: ضحى خامس عشر شعبان[3]، وقيل: عند طلوع الفجر، في سنة خمس وخمسين مائتين هجرية، ومضى أبو محمّد وللخلف أربع سنوات وستة أشهر وثلاثة وعشرون يوماً[4].
ألقابه (عليه السَّلَام) وكنيته:
للإمام القائم (عجَّل الله تعالى فرجه الشَّريف) العديد من الألقاب، فمنها: (المهديّ)، أي: مهدي الأُمَّة من الضَّلالة إلى الهداية، و(المنتظر): لانتظار شيعته له، و(الحُجَّة) أي: الحجة على الخليقة، والخلف الصَّالح[5]، وقائِم آل مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآله)، أي: القائم بالحق في أمَّة جدّه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وصاحب الزَّمان[6]، وغيرها من الألقاب الأخرى، وكان (عليه السَّلَام) يُكنَّى بأبي القاسم، وقد ورد في روايات الفريقين عن النّبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (أن اسمه اسمي وكنيته كنيتي)[7].
غيبته (عليه السَّلَام) الصُّغرى:
للإمام القائم والمنقذ للبشرية غيبتان: غيبة صغرى، وغيبة كبرى، وكما جاءت بذلك الأخبار عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، فأما الغيبة الصّغرى فمن مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته بوفاة السّفراء وعدم تنصيب غيرهم وهي أربع وسبعون سنة ففي هذه المدة كان السفراء يرونه وربما رآه غيرهم ويصلون إلى خدمته وتخرج على أيديهم توقيعات منه إلى شيعته في أجوبة مسائل وفي أمور شتى وأما الغيبة الكبرى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف وقد جاء في بعض التوقيعات أنه بعد الغيبة الكبرى لا يراه أحد[8]، فأما ما يخصّ موضوعنا هذا (الغيبة الصّغرى) للإمام المَهدِيّ المنتظر (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف).
فكانت غيبته (عليه السَّلَام) الصّغرى، بعد أن استشهِد والده الإمام الحَسَن بن عَلِيّ العَسْكَرِيّ (عليهما السَّلَام)، وجاء دوره للإمامة والتَّصدِّي لإدارة شؤون الأمَّة الإسلامية بمختلف أنواعها، لأنَّه الإمام الحقّ بعد أبيه (عليه السَّلَام) والثاني عشر من أئِمة أهل البيت والتاسع من ولد الإمام الحُسَين (عليهم السَّلَام)، وكان لغيبته (عليه السَّلَام) عدّة اسباب منها:
أولًا: الخوف على حياة الإمام المَهْدِيّ المُنتَظَر (عليه السَّلَام):
لأنَّه كان من المعروف من الأخبار والروايات المتواترة عن النَّبيّ (صلَّى الله عليه وآله) أن عدد الأئمة اثني عشر إمامًا، وأن الإمام الثاني عشر هو الذي يزيل دول الظلم ويقضي على أئمة الجور والطّغيان، فكان حكَّام الدَّولة العبَّاسية يترقبون هذا الأمر ويخططون له في كيفية القضاء عليه، لذلك شاء الله سبحانه وتعالى إخفاء أمر حمله وولادته (عليه السَّلَام) إلَّا عن خواص الشيعة والموثوق بهم من المؤمنين، وبعد ولادته (عليه السَّلَام) وصلت بعض الأخبار لمسامع الحكومة العبَّاسيَّة عن أمر الولادة المباركة للإمام المَهْدِيّ (عليه السَّلَام) فتمت مداهمة بيت الإمام العَسْكَرِيّ (عليه السَّلَام) عدّة مرات للقبض على الإمام المَهْدِيّ (عليه السَّلَام) وتصفيته، وبحول الله تعالى وقوَّته باءت جميع محاولاتهم بالفشل.
فكانت هذه الظروف العصيبة هي التي دعت الإمام المَهْديّ (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) للغيبة حفاظاً على نفسه، لكي لا يقتل كما قتل آباؤه (صلوات الله تعالى وسلامه عليهم) خصوصاً وهو آخر الأئمة وبقية حجج الله (عليهم السَّلَام)، وهو المكلف بإقامة الدولة الإسلامية العالمية، فكان لابد من الحفاظ على وجوده بالغيبة حتى ينجز المهمة الموكل بها[9]، فروي عن رسول الله (صلَّى الله تعالى عليه وآله) قال: (لابد للغلام من غيبة، فقيل له: ولم يا رسول الله، قال: يخاف القتل)، وجاء في البحار عن الباقر (صلوات الله تعالى وسلامه عليه) قال: (إذا ظهر قائمنا أهل البيت قال ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا﴾[10] أي: خفتكم على نفسي وجئتكم لما أذن لي ربي وأصلح لي أمري)[11]، وإن الخوف على نفسه (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) ليس كخوف سائر النَّاس، ولكن كان خوفه (عليه السَّلَام) على الدّين من الضياع وكي لا تخلو الأرض من إمام أو حُجَّة، لأنَّها لو خلت لساخت بأهلها، وهذا ما روي عن أبي الحَسَن عَلِيّ بن مُوسَى الرِّضا (عليهما أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) قال: (لو خلت الأرض طرفة عين من حُجَّة لساخت باهلها)[12].
ثانيًا: اختبار شيعة وموالي آل البيت (صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين) ومدى إيمانهم:
فممكن أن نقول إنَّ من أسباب الغيبة الصّغرى: هو اختبار وتمحيص لقلوب الشّيعة ومدى ايمانهم، فجاء عن يونس بن عبد الرحمن قال: (دخلت على موسى بن جعفر (عليه السَّلَام) فقلت له: يا بن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال (عليه السَّلَام): ((أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون))، ثم قال: (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام): ((طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبّنا في غيبة قائمنا الثَّابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أَئِمَّة ورضينا بهم شيعة وطوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة)))[13]، فالفائز يوم القيامة من ثبت على إيمانه ولم يجرفه السيل ويصد عن الطريق المستقيم.
ثالثًا: تهيئة المسلمين ذهنيًّا وفكريًّا للغيبة الكبرى للإمام المَهْدِيّ (عجَّل الله تعالى فرجه):
إن المؤمنين في زمان الرَّسول (صلَّى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (صلوات الله تعالى وسلامه عليهم) كانوا يأخذون الأحكام الشَّرعيَّة والتَّعاليم الإسلاميَّة ويتلقونها من النَّبيّ والأَئِمَّة (عليهم السَّلَام) بصورة مباشرة، من دون أي حاجز أو مانع، وإذا أشكل عليهم أمر ما أو قضية معينة, واستمر هذا الأمر حتى عام 260 هـ عند شهادة الإمام الحَسَن العَسْكَرِيّ (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، حيث اختلف الحال ولم يعد بإمكان المؤمنين الالتقاء بالإمام المَهْدِيّ (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) وتلقي الأحكام الشرعية على يديه مباشرة.
ولكي لا تحدّث ردّة فعل عنيفة في الأُمة لانقطاع الإمام (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) عنها وغيابه بشكل مفاجئ، كان لابد من تهيئة الأمة للغيبة الكُبرى وانقطاعه التام عنها، وتعويد النَّاس تدريجيًا على احتجاب الإمام عنهم ومن ثَمَّ يستسيغون فكرة اختفائه (عليه السَّلَام)، لذلك كان من شأن الإمام المَهْدِيّ (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) تعيين السَّفراء الأربعة (رضوان الله تعالى عليهم) في مدّة الغيبة الصّغرى كواسطة بينه وبين النَّاس، كما كان (عليه السَّلَام) متدرجًا في الاحتجاب عن النَّاس خلال تلك الفترة، حيث تمكن العديد منهم مشاهدته في أول الغيبة الصغرى وكان أقل احتجاباً عن النّاس، وكلما مشى الزمان زاد احتجابه، حتى لا يكاد يُنقل عنه المشاهدة في زمن السفير الرابع لغير السفير نفسه[14].
رابعًا: قلّة النَّاصر للإمام المَهْديّ (عليه السَّلَام):
وأما التفصيل، فإن حسن غيبة الخائف من الضَّرر القوي الظّن بكون الغيبة مؤمنة له منه، فمعلوم ضرورة وجوبها عليه فضلًا عن حسنها، لكونها محرزًا من ضررٍ، وأما ثبوت ذلك في غيبة الصاحب (عليه السَّلَام) فمختص به (عليه السَّلَام) لكل ذي ظن لخوف، ويحرز منه لا يفتات عليه فيه.
على أنا إذا كنَّا وكل مخالط متأمل بقدم وجوده أو تأخره نعلم نص النّبيّ (صلَّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السَّلَام) والأئمة من ذريتهما (عليهم السَّلَام): على إمامة الثّاني عشر وكونه المزيل لجميع الدول والممالك الجامع للخلق على الإيمان بالقهر والاضطرار، علمنا توفر دواعي كل ذي سلطان وتابع له إلى طلبه وتتبع آثاره وقتل المتهم بنصرته، لما نجدهم عليه من حبّ الرّئاسة وإيثارها على الآخرة وقلة الفكر في العاقبة، وتأييدها بقطع الأرحام وهجر الأحباب وبذل الأنفس والأموال وقتل الأبرار وتعظيم الفجَّار.
وارتفع الرّيب عنَّا بوجوب استتاره ما استمر هذا الخوف إلى أن يعلم بشاهد الحال أو بغير ذلك وجود أنصار يتمكن بمثلهم من تأدية الفرض من جهاد الكفَّار، أو توبة المتغلبين من ذوي السّلطان، فحينئذ يظهر منتصرًا للحق، كظهور كل من الأنبياء وخلفاء الله في الأرض (عليهم السَّلَام) بعد الخوف والاضطرار، فكانت فترة الغيبة الصّغرى أربع وسبعين سنة، وبعدها انتهت الغيبة الصغرى للإمام المنقذ (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) [15].
اسباب انتهاء الغيبة الصّغرى للإمام (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام):
فلا يخفى على الفرد أن لكل حدث أسباب يكون لها دورًا أساسيًا حدوث تلك الأحداث، وحدث انتهاء الغيبة الصغرى للإمام (عليه السَّلَام)، كان من اسبابها:
1. أنَّ من أحد الأسباب، هو: أنها قد عملت على تهيئة واستعداد أذهان المؤمنين على استيعاب أمر الغيبة الكبرى للإمام (عليه السَّلَام)، وذلك لأن كلّ أمر ذو غاية في الأهمية إن لم يكن له تمهيد ومقدّمات تساعد الفرد على تقبله ذهنيًا ونفسيَّا، قد يحدث عنده هذا الفرد ردة فعل قوية وقد ينكر الحقيقة ولا يتقبّلها، لذلك كانت للإمام المهديّ (عليه السَّلَام) هناك غيبة صغرى سبق الغيبة الكبرى ومهدت لها.
2. ويمكننا القول أيضًا: أن من أسباب انتهاء الغيبة الصغرى للإمام (عليه السَّلَام) ازدياد المطاردة والمراقبة من قبل السلطة العباسية الحاكمة وجلاوزتها آنذاك للإمام (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، والمرتبطين به وسفرائه لدرجة أن السَّفير الرابع لم يُقم بعمل اجتماعي كبير يذكر، ولم يروِ لنا من أعماله إلَّا القليل، ولم تستمر مدة سفارته إلا ثلاثة أعوام.
3. عدم إمكانيَّة المحافظة على السّرية الملتزمة في خط السَّفارة لو طال بها الزَّمان أكثر من ذلك وانكشاف أمرها شيئًا فشيئًا، ففي مدّة الغيبة الصغرى لم يُنقل لنا: أنه عُرف كيف يتم الاتصال بين الإمام (عليه السَّلَام) والسّفراء، وكيف يخرج لهم التَّوقيع، وأين يجتمعون مع الإمام (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)[16].
هذه الأسباب وغيرها من الأسباب الأخرى، ولكن تبقى الحكمة والإرادة الإلهيَّة في غيبته (عليه السَّلَام)، وإنَّه لا بد من ظهوره (عليه السَّلَام وعجَّل الله تعالى فرجه الشَّرِيف) ليملأ الأرض بالعدل على وفق القوانين الإلهية، ويطهّر الأرض من الفساد، ويقضي على الظّلم والجور والدَّمار، الذي يعمّ المعمورة، وهذا يكون بعد غيبة طويلة، ويكون الظَّهور في وقت عند الله تعالى علمه، وهذا الحديث كان باختصارٍ عن الإمام المنقذ (عليه السَّلَام) وغيبته الصغرى وأسبابها وانتهائها واسباب الانتهاء، والحمد لله رب العالمين...
الهوامش:
[1] الاعتقادات في دين الإماميَّة، الشَّيخ الصَّدُوق: 95.
[2] كمال الدِّين وتمام النّعمة، الشَّيخ الصَّدُوق: 432.
[3] يُنظر: الأئِمَّة الأثني عشر (عليهم أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، الشَّيخ السّبحاني: 191.
[4] موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) :3/142.
[5] يُنظر: الأئِمَّة الأثني عشر (عليهم أفضل الصَّلَاة والسَّلَام): 191.
[6] يُنظر: الهداية، الشَّيخ الصَّدُوق: 30.
[7] موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الإسلامي :3/142.
[8] يُنظر: أعيان الشِّيعة، السَّيِّد مُحسن الأمين: 2/46.
[9] شمس خلف السّحاب، السيد ماهر آل شبّر، (بحث حول الإمام المَهْدِيّ (عليه السَّلَام) منشور على شبكة الأنترنت في صفحة موسوعة أنصار الإمام الحُسَين (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)).
[10] سورة الشعراء: 21.
[11] بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي: 52/385.
[12] بصائر الدَّرجات، محمَّد الحُسَين بن فرّوخ الصَّفَّار: 509.
[13] أعيان الشِّيعة: 2/56.
[14] ينظر: شمس خلف السّحاب، السّيِّد ماهر آل شبّر.
[15] ينظر: تقريب المعارف، أبو الصَّلَاح الحلبيّ: 440-441
[16] يُنظر: تاريخ الغيبة الصّغرى، السَّيِّد محمَّد الصَّدر: 1/631-632.