أثر النظافة في الوقاية من الداء الأعظم

مقالات وبحوث

أثر النظافة في الوقاية من الداء الأعظم

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-06-2020

الباحث: محمد حمزة الخفاجي.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين...
وبعد...
للنظافة أثر كبير في صحة البدن، وفيها وقاية من الداء الأعظم، وقد علم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، فكان مما ذكره بخصوص ذلك قوله (عليه السلام): (إن الحجامة تصحح البدن وتشد العقل، والطيب في الشارب من أخلاق النبي (صلى الله عليه وآله)، وكرامة الكاتبين، والسواك من مرضات الله عز وجل وسنة النبي (صلى الله عليه وآله)، ومطيبة للفم ... والمضمضة والاستنشاق سنة وطهور للفم والأنف، والسعوط مصحة للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس... استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الطهور والصلاة، وتقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدر الرزق ويورده...غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر. وقيام الليل مصحة للبدن، ومرضات للرب عز وجل ، وتعرض للرحمة ، وتمسك بأخلاق النبيين)[1].
فهذه بعض الوصايا التي أوصى بها الإمام علي (عليه السلام) الناس، لأنها تقي الإنسان وتحافظ على سلامته من كل داء، وأهم ما نحتاجه اليوم في حياتنا:
أولاً: (المضمضة والاستنشاق، والسعوط) فالمضمضة والاستنشاق سنة، وفيها طهور للفم والأنف، و(أن فوائد المضمضة تطهير الغشاء الميائي للأسنان وتنظيف خللها وخلاياها من الأوساخ وبقايا الطعام الذي إن بقي فسد وتعفن فأضر بالمعدة باختلاطه مع الغذاء النازل إليها وإذا فسد الغذاء فسد الدم المتولد منه، وإذا فسد الدم لم يغذ البدن تماما وأورث بالاستمرار أمراض فقر الدم، وصفرة الوجه ونحول الجسم، وأحيانا يولد الديدان المعدية ولهذا قيل " سلامة الأبدان بسلامة الأسنان " )[2].
أما السعوط: فهو الدواء الذي يصب في الانف[3]، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: الدواء أربعة : (السعوط والحجامة والنورة والحقنة)[4].
ثانياً: (استجادة الحذاء) يقول الإمام أن فيها (وقاية للبدن)، فالأرض فيها كثير من الأحجار والرمال المسمومة وغير ذلك من الزجاج والحديد والأوبئة فمن لبس الحذاء توقى.
وتقي أيضا من النجاسات، جاء في الوافي: (أول من اتخذ النعلين إبراهيم عليه السّلام)[5].
وعن النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «من اتخذ نعلا فليستجدها»[6].
ثالثاً: (تقليم الأظافر، وغسل اليدين قبل الطعام وبعده) وتظهر أهمية تقليم الأظافر بقوله (يمنع الداء الأعظم) لأن الأظافر مجمع الأوساخ، وبما أن اليد ناقلة فلا بد من نظافتها وعدم تلوثها كي نأمن من الأمراض.
رابعاً: (قيام الليل) وهذه العبادة تعطي جانباً روحياً، كما إنها مصحة للبدن إذ إن حالة الركوع والسجود والقيام والجلوس كلها حركات تعطي قوة بدنية لجسم الإنسان لذا صارت مصحة البدن إذ إنها تذهب الكسل، وفيها (تعرض للرحمة)، حيث الدعاء والتوجه لله (وتمسك بأخلاق النبيين) وهذه الأخلاق تنعكس على الإنسان في طبائعه فتعطيه قوة إيمانية، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وأن قيام الليل قربة إلى الله، وتكفير السيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة الداء عن الجسد)[7].
وقال الإمام الصادق (عليه السّلام): (ما ضعف بدن عما قويت عليه النية)[8].
فهذه جملة من الوقاية التي يحتاجها الإنسان في حياته، فنسأل الله العافية عافية الدين والدنيا والآخرة.
الهوامش:

[1] - الخصال، الشيخ الصدوق: 611.
[2] - النظام السياسي في الإسلام، الشيخ باقر شريف القرشي: 297.
[3] - ينظر الصحاح: 3 / 1131.
[4] - الكافي: 8 / 192.
[5] - الكافي: 6 / 462.
[6] - الكافي:  6/ 462.
[7] - الدعوات، سلوت الحزين: 77.
[8] - الأمالي، الشيخ الصدوق، ص408.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2673 Seconds