بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله)).
الدعوة إلى أن يهذب الإنسان نفسه ويحاسبها بكل دقة لئلا ينتقد أحداً بعيب هو متصف بمثله، فإن هذا من العيب على العاقل لأنه سوف يفسح المجال لانتقاده أيضاً.
فلابد من كف اللسان وتعويده على التحفظ وإلا كَثُرَ الخصوم والعيّابون لأنك لو نطقت فلك لسان واحد بينما لغيرك ممن حواليك وممن يبلغهم عيبك ألسن متعددة بعددهم، ومن المؤكد أن الإنسان الواحد لا يستطيع مقاومة العدد الكثير لأنه متى حاول سدّ جهة انفتحت له جهات أخرى.
فحبذا مراعاة هذا الجانب الأخلاقي وانشغال الإنسان بعيوبه عن عيوب غيره، اللهم إلا إذا كان من إسداء النصيحة وبيانها فلا مانع لكن بعد التأكد من عدم الاتصاف لتكون نصيحته أكثر قبولاً وأوقع في النفوس وإلا لقيل له إذا كان ما تقول حسناً أو سيئاً فلماذا لا تطبقه أنت؟! كما قال المتوكل الليثي:
لا تنه عن خُلُقٍ وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيم[1])[2].
الهوامش:
[1] نُسب البيت إل أبي الأسود الدؤلي، وللمتوكل الليثي ظ/ تاج العروس 10/ 474، كما نُسب للأخطل ظ/ خزانة الأدب 8/ 566.
[2] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص103-104.