سابعًا: مراتب صلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي ينال بها العامل شرف الصلة -المرتبة الأولى-
بقلم: السيد نبيل الحسني
الحَمْدُ للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُكْرُ عَلى ما ألْهَمَ، والثَناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها، وَسُبُوغُ آلاءٍ أسْداها، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين، عماد التعيين وأساس الدين.
وبعد:
اشتملت وصية أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) في أمواله على جملة من العنوانات الشرعية والعقدية، فضلا عن اكتنازها للعديد من المصاديق والمفاهيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية وغيرها، وهو ما سنعرض له عبر جملة من المقالات، وهي على النحو الآتي:
المسألة الثانية: مراتب صلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي ينال بها العامل شرف الصلة.
إن المخاطب الأساس في هذه الوصية والتي تناولت الجهة المقصودة كانوا ثلاث طبقات، وهم المتلقون الأساس في زمانه أما المتلقون الآخرون لما بعد زمانه فسيرد الحديث عنها في الفصل القادم إن شاء الله تعالى.
أولاً: الطبقة الأولى وهم أبنائه وقصدية التشرف بصلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) القرابية.
وهؤلاء هم أبنائه (عليه وعليهم السلام) فهم الطبقة الأولى المخصوصة بهذا النص وذلك أن الحقل المعرفي للنص هو الوصية في أموال الأب الذي أراد أن يجعل الورثة وهم المعنيون الأساسيون بهذه الوصية على بينة من أمرهم فيما يتعلق بأموال أبيهم ما سيرثون منه فضلاً عن أوقافه وصدقاته وغير ذلك مما جاء في الوصية.
وهؤلاء هم المخصصون بالخطاب في التعامل مع ابني فاطمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وعليهم يترتب معرفة ما للحسن والحسين (عليهما السلام) من حرمة وشأن وصِلة برسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أبيهما علي بلحاظ انه الأنموذج الأول لمعرفة ما يريده الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) ومن بعده يأتي الإمامان الحسن والحسين في تجسيد هذه المعرفة التي جاء بها القرآن والنبي (صلى الله عليه وآله).
وعليه:
فمن أراد منهم الاستنان بأبيه في التعامل مع ابني فاطمة (عليهم السلام) المتركز على هذه الثوابت والدراية بما لهما من حرمة متلازمة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشرف وشأن يقتضي تقديمها في الأمور والرجوع إليهما في الصغائر من الأمور وكبائرها وعدم مخالفتهما وطاعتهما، إعظامًا وإجلالًا والتزاماً بما جاء به الوحي في وجوب حرمتهما.
وبهذا تتحقق شرفية صلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقرب منه؛ وإلا فأبناء علي (عليهم السلام) هم في الأساس لهم صلة القرابة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلّا أنّ هذه الصلة لا تحقق للإنسان الشرف المكاني والمعنوي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة بل تتحقق هذه الصلة والقرب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من خلال كيفية التعامل مع ابني فاطمة (عليهم السلام).