من مقاصدية قول الإمام علي عليه السلام لمعاوية: «ومنا خير نساء العالمين ومنكم حمالة الحطب». الحلقة الخامسة: حديث أفضلية خديجة في الجنة .

مقالات وبحوث

من مقاصدية قول الإمام علي عليه السلام لمعاوية: «ومنا خير نساء العالمين ومنكم حمالة الحطب». الحلقة الخامسة: حديث أفضلية خديجة في الجنة .

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 05-05-2022

بقلم: السيد نبيل الحسني الكربلائي
روى أحمد بن حنبل في المسند عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض أربعة خطوط، قال:

«تدرون ما هذا؟».

قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد[صلى الله عليه وآله] ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران»[1].
هذا الحديث الشريف له دلالات كثيرة منها:
1- أستخدام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوسائل التعليمية في تثبيت الحقائق في أذهان المسلمين؛ كي لا تذهب بهم الأهواء أو الآراء عن الثوابت الإسلامية.
ولذا:
نجده هنا مثلاً استخدم الخطوط على الأرض كوسيلة لإرشادهم إلى حفظ عقيدتهم فيما يتعلق بالعنصر النسائي الذي سيفرض عليهم الاختبار والتمحيص الإلهي مع هذه الرموز النسائية كأزواجه وابنته صلوات الله عليها، جملة من المسائل الأبتلائية والتكاليف الشرعية.
2- أعتماده الأسلوب التعليمي في وضع الخطوط على الأرض يراد منه تثبيت حقيقة مفادها أن هذه النسوة قد انحصرت فيهن الأفضلية.
3- إنّ نصف عدد هؤلاء النسوة كان من أمته صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يدل على أفضلية نساء هذه الأمة، على بقية الأمم.
4- إنّ المثل الذي ضربه الله تعالى للمؤمنين في آسية ، والأصطفاء في مريم قد جمعته كل من خديجة وفاطمة عليهما السلام بمقتضى قوله تعالى:
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾[2].
فكان إحراز خديجة وفاطمة لما أحرزته مريم وآسية(عليهم السلام) من مصاديق هذه الآية بل تقتضي الزيادة.
5- حصره صلى الله عليه وآله وسلم التفضيل في نساء الجنة وليس في نساء الدنيا يكشف عن خلاصة هذه النخبة من بين نساء جميع الأمم منذ أن قدر الله تعالى التكاليف الشرعية على الإنسان؛ لأن الجنة خلقت للخُلّص من بني آدم عليه السلام.
وعليه : فأن الحديث يرشد إلى بيان معيار القصدية في قول أمير المؤمنين عليه السلام لمعاوية :
«ومنا خير نساء العالمين ومنّكم حمالة الحطب»
بأن خير نساء العالمين هي أم المؤمنين خديجة عليها السلام وأن بضعة النبوة فاطمة عليها السلام هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، ومما يدل عليه أيضا ما سنورده في المقالات اللاحقة.[3]

الهوامش:
[1] مسند أحمد بن حنبل، من مسند عبد الله بن عباس: ج1، ص293؛ فضائل الصحابة، النسائي: ص74.
[2] سورة آل عمران، الآية (110).
[3] ينظر: فاطمة عليها السلام في نهج البلاغة ، السيد نبيل الحسني : ج5 ص168-169 ، أصدار ونشر العتبة الحسينية المقدسة ، ط1 الكفيل 2016م

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3007 Seconds