من خصائص نهج البلاغة 15- وجود ابتداء خطبه بحمد الله

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من خصائص نهج البلاغة 15- وجود ابتداء خطبه بحمد الله

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 02-01-2022

بقلم: الدكتور علي الفتال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
من خلال قراءتي ((نهج البلاغة)) بتأملٍ وتأنٍ ورويَّة، وجدت في محتواه خصائص هي بمجموعها تشكل قوانين الحياة بمفاصلها الحيوية، وأنا بتحديدي تلك الخصائص لا يعني ذلك أنني توفرت على خصائص ((النهج)) كلها بل هي بعض ما تراءى لي بعد قراءتي المتأنية تلك. لذلك أطلقتُ عليها ((من خصائص))، والتبعيض هذا الذي دلّت عليه الأداة (مِن) يعني أن ثمة خصائص أخرى يضمها كلام علي عليه السلام فاكتفيت بالذي وجدت.
وإليك قارئي العزيز هذه الخصائص:
كان عليه السلام يبدأ خطبه غالباً بحمد الله وذكر صفاته وفضائله، ومن العجيب أن صيغه لم تتكرر في جميع خطبه التي وقفنا عليها، بل كل تحميد له صيغة تختلف عن التي قبلها، كأنه كان عليه السلام قاصداً ذلك ليزيد الله - جلّت قدرته - حمداً موصولاً غير ممل ولا مخل.
ففي خطبة له عليه السلام، وإنها وما يليها مأخوذة من (نهج البلاغة) ولم نشر إلى الصفحات لئلا نزيد في (الإحالات)، كما ذكرنا سابقا.

قال عليه السلام:
- الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون.
- أحمده استتماماً لنعمته، واستسلاماً لعزته.
- الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح.
- الحمد لله غير مقنوط (ميؤوس) من رحمته، ولا مخلومن نعمته.
- الحمد لله كلما وقب (دخل) ليل وغسق (اشتدت ظلمته)، والحمد لله كلما لاح نجم وخفق (غاب).
- الحمد لله غير مفقود الأنعام.
- الحمد لله الذي لم تسبق له حال حالاً.
- الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله (عطائه).
- الحمد لله المعروف من غير رؤية، والخالق من غير رويّة (فكر).
- الحمد لله الذي لا يَفْدِه (يزيده) المنع والجحود، ولا يكديه الإعطاء والجود، (أي: يفقره الإعطاء).
- حمداً لله والثناء عليه.
- الحمد لله الأول فلا شيء قبله، والآخر فلا شيء بعده.
- نحمده على ما كان، ونستعينه من أمرنا على ما يكون.
- الحمد لله الناشر في الخلق فضله، والباسط فيهم بالجود يده.
- الحمد لله الأول قبل كل أول، والآخر بعد كل آخر.
- الحمد لله الذي شرع الإسلام فسهل شرائعه لمن ورده.
- الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه، والظاهر لقلوبهم بحجته.
- الحمد لله الواصل الحمد بالنعم، والنعم بالشكر.
- نحمده على ما أخذ وأعطى، وعلى ما أبلى وابتلى (أي: ما أحسن وامتحن).
- وأحمد الله وأستعينه على مراصد (مداحر) الشيطان ومزاجره.
- الحمد لله الدال على وجوده بخلقه.
- الحمد لله الذي انحسرت (انقطعت).
- الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسبباً للمزيد من فضله، ودليلاً على آلائه وعظمته.
- الحمد لله خالق العباد، وساطح المهاد (الأرض).
- الحمد لله الذي لا تواري سماءٌ سماءً ولا أرض أرضا.
- الحمد لله الذي إليه مصائر الخلق، وعواقب الأمور.
- الحمد لله المعروف من غير رؤية، والخالق من غير منصبة (تعب).
- الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد.
- الحمد لله الفاشي (المنتشر) في الخلق حمده، والغالب جنده، والمتعالي جَدُّه (عظمته).
- الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء. ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌
- نحمده على ما وفّق له من الطاعة، وذاد (طرد) عنه من المعصية([1]).

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أضواء على نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد في استشهاداته الشعرية، د. علي الفتال، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ج1، ص 324 - 326.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3008 Seconds