بقلم: د. عبد الزهرة جاسم الخفاجي
الحمد لله حمد الشاكرين، والشكر لله شكر الذاكرين، والصلاة وأتم التسليم على خاتم النبيين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد.
وبعد:
فان مما ركز عليه أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الأشتر رحمه الله ما يصيب الراعي من خيلاء ثم ينتهي (عليه السلام) الى ما يصيب الراعي من خيلاء الغرور جراء امتيازات السلطة فيأمره بان يتذكر سلطة الله تعالى وعظم ملكه وقدرته الواسعة. «وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة فانظر إلى عظم ملك الله فوقك وقدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك، فإن ذلك يطامن إليك من طماحك، ويكف عنك من غربك، ويفئ إليك بما عزب عنك من عقلك إياك ومساماة الله في عظمته والتشبه به في جبروته، فإن الله يذل كل جبار ويهين كل مختال»[1].
ولعل أوضح صورة لعدالة السلطة هو التواضع وتعد السلطة من بين دواعي الغرور القوية؛ لأنها تبعث في نفوس المتسلطين الزهو والغرور فيتيهون على الناس تكبرا وإذلالا وأنجع علاجٍ لهذه الظاهرة كما يراه الإمام علي (عليه السلام) هو العودة إلى الله تعالى والتفكر في عظمته كي يعرف الوالي قدر نفسه و يدرك أنّ ما يختال به من جاه منحته إياه السلطة انما هو نعمة من الله تعالى أنعم به عليه[2].
الهوامش:
[1] شرح النهج، 17 /33.
[2] لمزيد من الاطلاع ينظر: صلاح الراعي وإصلاح الرعية قراءة في عهد الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر رضوان الله عليه: للدكتور عبد الزهرة جاسم الخفاجي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 83 - 84.