من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله عليه السلام: (شاركوا الذي قد اقبل عليه الرزق فإنه أخلق للغنى وأجدر بإقبال الحظ عليه)

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله عليه السلام: (شاركوا الذي قد اقبل عليه الرزق فإنه أخلق للغنى وأجدر بإقبال الحظ عليه)

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 06-08-2022

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد:
إن هذه الحكمة تستوقفنا كثيراً لما نجد فيها من مشاركة الإمام عليه السلام في المجال الاقتصادي بما يعني أنه لم يكن مقتصراً على العبادة أو الحرب أو... أو... مما يحاول البعض قصره عنده بما يضيق سعة الأفق وميدان التحرك. بل الإمام متقدم في أصناف المعرفة كافة، فهو يمتلك فكرا قياديا بمعنى الكلمة وبما يشتمل شئون الدنيا والدين، وليس بمقتصر في حدود معينة بما يترك فراغاً لدى المسلمين في جوانب عديدة مما يحتاجون إلى الخوض فيها بمقتضى أوضاعهم المختلفة باختلاف البلدان والعصور والمهن والمستويات الفكرية التي يمتلكونها. فالإمام عليه السلام ليس حكراً على فئة دون أخرى بل تنعم بالاستفادة من تعاليمه وتوجيهاته الأمة جمعاء ومن هنا كانت هذه الدعوة إلى اختيار الشريك المحظوظ في العمل هادفاً إلى عدة جوانب منها:

1- أن لا يبتلى المسلمون بالفقر من خلال الركود في السوق التجارية.
2- أن لا تكثر البطالة، بل إعطاء فرص للعمل بما يخدم أكبر عدد ممكن.
3- أن لا يتأخر الوضع الاقتصادي للسوق الإسلامية بصنوف التعامل المحلل شرعاً كافة.

لأن من الملحوظات التي يبديها البعض ممن لم يفهموا الأمر على حقيقته: إن غير المسلمين – عموماً – متقدمين في مجالات العمل والتجارة أكثر من غيرهم وقد يؤدي هذا
إلى نتيجة: أنهم أنجح وأفضل وأكثر كفاءة و...و... مما لا يكون صحيحاً في واقع الأمر إلا أن عدم تعامل بعض المسلمين بالتعاليم الصحيحة يترك فرصة لأن يقال هذا وأمثاله ويروج له.
فإذا أعطى المحظوظ في عمله فرضة مشاركته للغير حقق مكسباً مهماً بما يخدم مصلحته و مصلحة غيره من الأفراد والمجتمع فالكل قد تموج بالعمل وتحركت عجلته بما يعطي مردوداً ايجابياً من الربح والنماء والاكتفاء الذاتي – أحياناً – و... و ...

إذن هذه الحكمة تصلح لأن تكون منهجاً ينفع في مجال تدعيم أسس الاقتصاد للسوق الإسلامية بما ينمي ويرفع المستوى، ويقلل من فرص التعطل عن العمل وما يسببه ذلك من مشكلات اجتماعية تترك أثرها السيئ على المجتمع وقد عرفنا من كل ما تقدم أن التعلل بالحظ أو النصيب أو القسمة أو الرزق أو التوفيق... مما يردده الكثير من شرائح المجتمع إنما هو نتيجة الفشل وعدم متابعة الامر بشكل جدي والا فالله تعالى قسم الخير للجميع واتاح سبله بما يوفر لكل تأمين وضعه الاقتصادي في الحياة ويكون محفوظ الكرامة)[1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 192-194.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3210 Seconds