بقلم: الدكتور علي الفتال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الاخيار الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم والناصبين لهم العداء الى قيام يوم الدين.
أما بعد:
ومن خطبة له عليه السلام المعرفة بـ (الشقشقية) قوله عليه السلام:
((أما والله لقد تقمصها أبن أبي قحافة وأنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى؛ ينحدر عني السيل، ولا يرقى إليَّ الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرئي أن أصول بيد حذاّء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه؛ فرأيت أن أصبر على هاتا أحجن، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا)).
فلقوله: "لقد تقمصّها " استشهد ابن أبي الحديد بقول حاتم (1/151-154):
أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
وقول النابغة:
تسربل سربالاً من النصر وارتدى عليه بغضب في الكريهة قاصر
ولقوله عليه السلام: "ينحدر عني السيل" استشهد بقول الهذلي:
وعيطاء يكثر فيها الذليل وينحدر السيل عنها انحدارا
ولقوله عليه السلام ((ولا يرقى إليَّ الطير)) استشهد بقول المتنبي:
فوق السماء وفوق ما طلبوا فإذا أرادوا غاية نزلوا
وقول حبيب:
مكارم سجّت في علوٍّ كأنما تحاول ثأراً عند بعض الكواكب
ولقوله عليه السلام " أن محلي منها محل القطب من الرحا "
استشهد بقول جرير بن عطية:
على قلاص ومثل خيطان السلم قد طويت بطونها على الأدم
بعد انفضاج البدن واللحم الزِّيَم إذا قطعن علماً بدا علم
فهن بحثاً كمضلات الحذم حتى انخناها إلى باب الحكم
خليفة الحجاج غير المتهم في سرة المجد وبحبوح الكرم
وبقول أمية بن أبي الصلت لعبد الله بن جدعان: -
فحللت منها بالبطاح وحلّ غيرك بالظواهر[1]
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أضواء على نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد في استشهاداته الشعرية، د. علي الفتال، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ج2، ص 41-42.