من استشهادات ابن أبي الحديد المعتزلي الشعرية في شرح نهج البلاغة قول الإمام علي عليه السلام: يوم وليَّ ابن الخطاب: شتان ما يومي على كورها             ويـوم حيان أخـي جـابر

مقالات وبحوث

من استشهادات ابن أبي الحديد المعتزلي الشعرية في شرح نهج البلاغة قول الإمام علي عليه السلام: يوم وليَّ ابن الخطاب: شتان ما يومي على كورها ويـوم حيان أخـي جـابر

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 29-03-2023

بقلم: الدكتور علي الفتال

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الاخيار الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم والناصبين لهم العداء الى قيام يوم الدين.

أما بعد:
تناولنا في الحلقة السابقة قول الإمام علي عليه السلام للفضل: ((يا فضل أنصر الأنصار بيدك ولسانك)) ونتناول في هذه الحلقة: ما قيل في ظلامة الزهراء عليها السلام وما تبعه من اثار السقيفة، فلما أكثر في تخلف علي عليه السلام عن البيعة وأشتد أبو بكر وعمر في ذلك خرجت أم مسطح بن أثاثة، فوقفت عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ونادت: يا رسول الله! (6/43):
قد كان بعدك أنباء وهينمةٌ
                                لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
أنّا فقدناك فقد الأرض وابلها
                                فاختلَّ قومك فأشهدهم ولا تغب

قال أحد الطالبين يذكر غضب فاطمة الزهراء عليها السلام (6/49-50):
يا أبا حفص الهوينا وما كنت
                                ملياً بذاك لولا الحمام
أتموت البتول غضبى ونرضى
                                ما كذا يصنع البنون الكرام

 على أن المهاجرين لما اجتمعوا على بيعة أبي بكر، أقبل أبو سفيان وهو يقول: -
أما والله أني عجاجة لا يطفئها إلا الدم؛ يا لعبد مناف، فيم أبو بكر من أمركم؟ أين المستضعفان؟
ثم قال لعلي عليه السلام: ابسط يدك أبايعك، فو الله أن شئت لأملأنها على أبي فصيل - يعني أبا بكر - خيلاً ورجلاً.

فامتنع عليه علي عليه السلام؛ فلما يئس منه قام عنه وهو ينشد شعر المسلمين (1/221-222):
ولا يقيم على ضيم يراد به
                                إلاّ الأذلان عَيّرُ الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط بِرُمَّتهِ
                                وذا يُشَحُّ فلا يرثي له أحد

 ويوم وُليَّ عمر بن الخطاب قال الأمام علي عليه السلام (1/162): -
"حتى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده:
شتان ما يومي على كورها
                                ويوم حيان أخي جابر

فيا عجباً بينا يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته يا لشد ما تشطر ضرعها! فصيَّرها في الحوزة خشنا يغلظ كلمها، ويخشى مسّها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة، أن أشنق لها حزم، وان اسلس لها تقحم، فمني الناس - لعمرالله - بخبط وشماس وتلون واعتراض، فصبرت على طول المدة وشدة المحنة"
فقال أحد شعراء الشيعة (1/171):
حملوها يوم السقيفة أوزا
                                راً تخف الجبال وهي ثقال
ثم جاؤوا من بعدها يستقيلو
                                ن، وهيهات عثرة أثقال

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.6802 Seconds