بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
وبعد:
قال عليه السلام: إِذا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فلا تُنَفِّرُوا أقْصَاهَا بِقلَّةِ الشُّكْرِ[1]
جاء في المنهاج:(أطراف النعم: أبعاضها التي هي أدناها، وأقصاها: أي أبعدها)
قال صاحب الحدائق (كفران النعم كالسبب لزوالها وانقطاعها، كما أن شكرها سبب لدوامها) وقال البحراني في المصباح: (استعار وصف التنفير لانقطاعها بترك الشكر).
والمراد هنا، الحذر من نفار النعم، وذهابها، إذا هي لم تقرن بالشكر. فإذا قوبلت أوائل النعم بالشكر، حصلت زيادة النعمة. وإذا قوبلت بالكفران نفرت وانتقلت. وقد ورد في الروايات المنسوبة للإمام علي (عليه السلام): (احذروا نفار النعم فما كل شارد بمردود)[2]، ويعني ذلك أن علينا أن نحسن جوار النعمة لئلا ترحل عنا)[3].
الهوامش:
[1] لا يوجد خلاف حول رواية هذه الحكمة، فقد وردت في العيون ص 133، والدستور ص 22، والمنهاج 3/215، والحدائق 2/ 605، والترجمة 2/421، وشرح ابن أبي الحديد 18/116، وشرح البحراني 5/245، والمصباح ص580، وشرح مائة كلمة 1/188 والتنميق (شرح مائـة كلمة 2/62)، ومطلوب كل طالـب (شرح مائة كلمة 3/47).
[2] التنميق (شرح مائة كلمة 2/74).
[3] لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص40-41.