بقلم السيد عبد الحسين الغريفي المشهدي
الحمد لله رب العالمين، ثم الصلاة والسلام على سيّد الخلق أجمعين سيدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
وبعد:
إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ تَمَالَأوا[1] عَلَى سَخْطَةِ إِمَارَتِي، وسَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ عَلَى جَمَاعَتِكُمْ - فَإِنَّهُمْ إِنْ تَمَّمُوا عَلَى فَيَالَةِ هَذَا الرَّأْيِ انْقَطَعَ نِظَامُ الْمُسْلِمِينَ، وإِنَّمَاطَلَبُوا هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَداً لِمَنْ أَفَاءَهَا الله عَلَيْهِ فَأَرَادُوا رَدَّ الأُمُورِ عَلَى أَدْبَارِهَا ولَكُمْ عَلَيْنَا الْعَمَلُ بِكِتَابِ الله تَعَالَى[2] وسِيرَةِ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)[3] والْقِيَامُ بِحَقِّهِ والنَّعْشُ لِسُنَّتِهِ[4]
شرح الألفاظ الغريبة:
تَمَالأُوا: اتفقوا وتعاونوا؛ السّخْطة: - بالفتح الكراهة والبغض؛ فيالة الرأي – بالفتح – ضعفه؛ أفاءها عليه: أرجعها إليه؛ النعش: مصدر نعشه، إذا رفعه[5].
الشرح:
قوله: ((إنّ هؤلاء قد تمالأوا)) إشارة إلى طلحة والزبير وعائشة واتباعهم وأومى إلى أن مسيرهم لسخطهم من إمارته لا ما أظهروه من الطلب بدم عثمان، ثم وعد بالصبر عليهم مادام لا يخاف على حوزة الجماعة، وأخبر أنهم إن بقوا على ضعف رأيهم في مسيرهم ومخالفتهم قطعوا نظام المسلمين وفرقوا جماعتهم.
وقوله: ((فأرادوا رد الأمور على أدبارها)): أي أردوا إخراج هذا الأمر من أهل بيت الرسول آخراً كما أخرجوه أولاً، أو صرف هذا الأمر عنهم بعد إقباله إلى ما كان عليه من إدباره عنهم.
ثم أخبر بما عليه من الحق إن أطاعوه الطاعة غير المدخولة، وهي أن يعمل فيهم بكتاب الله ويسير سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله والقيام بحقوق التي أوجبها وإقامة سننه وذلك هو الواجب على الإمام، بالله التوفيق[6])([7]).
الهوامش:
[1] في نهج البلاغة لصبحي صالح: (تَمَالَؤُوا)، وفي نهج محمد عبده (تَمَالؤَا).
[2] كلمة (تعالى): ليس في نهج الشيخ العطار.
[3] ما بين القوسين في نهج الشيخ العطار: رسوله.
[4] نهج البلاغة لصبحي صالح: 244/ ضمن الخطبة رقم 169، ونهج البلاغة للشيخ العطار: 324/ ضمن الخطبة رقم 169، وشرح نهج البلاغة لابن ميثم 3: 324/ خطبة رقم 168، نهج البلاغة للشيخ محمد عبده 1: 337.
[5] شرح الألفاظ الغريبة: 639.
[6] شرح نهج البلاغة لابن ميثم 3: 325-326/ شرح الخطبة رقم 168.
([7]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الدنيا في نهج الإمام علي عليه السلام: السيد عبد الحسين الغريفي، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ص 185-186.