بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
وبعد:
قال عليه السلام: الحَذَرُ الحَذَرُ، فَوَ اللهِ لَقَدْ سَتَرَ، حَتَّىَ كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ([1])
الحَذَرُ الحَذَرُ: أي الخِيْفَةُ. والحِذْرُ: التحرز([2]).
والمراد هنا، أن يحذر الإنسان غضب ربه تعالى، فهو العليم بكل شيء وأن لا يتمادى في ارتكاب الموبقات، وأن لا يأمن مكر الله سبحانه، بعد طول ستر عليه، {أَفَأَمِنُوُا مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ القَوْمُ الخَاسِروُنَ}([3])، لئلا يخدع الإنسان بأن دوام الستر مأمنة له من قبل نزول العقاب، واختصر البحراني في شرحه دلالة الحكمة بقوله: (احذر من سخط الله بسبب معصيته لطول امهاله وستره).
ولعله من المفيد القول، إن في رواية شرح الغرر خطابا للمغرور، لا عامة الناس، كما أنها رواية أحادية)([4]).
الهوامش:
([1]) رويت في شرح الغرر 2/280 بزيادة (أيها المغرور والله لقد ستر...).
ورويت بلفظ المتن في: المنهاج 3/ 145، والترجمة 2 / 217، وشرح ابن أبي الحديد 18/185، وشرح البحراني 5/ 192، والمصبــاح ص589.
([2]) الصحاح: (حذر).
([3]) الأعراف / 99.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص53-54.